منتديات آباسا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
ديركا حمكو - القسمين الاول و الثاني ... وليد حاج عبدالقادر Home10الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ديركا حمكو - القسمين الاول و الثاني ... وليد حاج عبدالقادر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
memê abasî
الإدارة
الإدارة
avatar


ذكر

تاريخ التسجيل : 07/07/2009

عدد المساهمات : 561


ديركا حمكو - القسمين الاول و الثاني ... وليد حاج عبدالقادر Empty
مُساهمةموضوع: ديركا حمكو - القسمين الاول و الثاني ... وليد حاج عبدالقادر   ديركا حمكو - القسمين الاول و الثاني ... وليد حاج عبدالقادر I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 27, 2009 8:20 am


ديركا حمكو - القسمين الاول و الثاني ... وليد حاج عبدالقادر Welid_10
وليدحاج عبدالقادر
ديركا حمكو
القسم الاول

لم يكن قصيرا ولا طويلا انما متوسط القامة ... مفتول العضلات ...ذي شعر اشقر ميال للحمرة الداكنة ببشرة بيضاء ناصعة وعيون زرقاوية حادة كعيني الحدأة ... لاشيء يشي بكرديته سوى انفه الطويل المحدودب قليلا ..
محمد صالح ملا مرشو.او صالحي /بيركول /...جزيري ..او.../باجاري / ..كما كان يحلو له اذا ما ناداه احد ما
عدته دائما معقودة في خرقة قماش تكاد لا تميز لها اية لون من الألوان التي وهبتها الطبيعة لأشيائها ... مهدة كبيرة وثقيلة بيدة من خشب يستحيل معرفة نوعها ..اصابع حديدية مختلفة القياسات والأطوال وتلك ال /قزمة /
او ـقازمة ـ كما كان يحلو له تسميتها لاتفارقه و ـجودكي افي ـ الممتلئ دائما بالماء وهو ينثر قطراته فتتدحرج
بموسيقى هادئة حينا وصاخبة احيانا حسب مزاجية صاحبنا ـ صالح ـ ...وكم من مرة تسابقت تلك القطرات مع
ـ زخات ـ العرق المتصبب من جسده المتهالك في كده وهو يحطم ب / بفره / تلك الصخور العنيدة التي تأبى
الانفلاق . وفي غمرة الصراع والتعب يصيغ السمع احيانا الى تناثر القطرات المتساقطة يعددها ان من /جودكه /
اللعين او من عرقه المنهمر .. اللعنة ـ جارو ـ لولا ابنك محمد النشيط وتشذيبه لحجرك عمرك لما استطعت مجاراتي .. ولكن !!! .. يده خفيفة وكالسكين التي تعمل في قطعة الجبن هكذا هو شذبه للحجر ـ محمدي جارو ـ
ستسبقنا انا وابيك يوما ما في كسر وصقل الحجر !! ..حقا انه / كفر بنيره / في يد من يستطيع فك طلاسم هذه الصخور اللعينة ...تجرع جرعتين من ال ـ جودك ـ وبحرفية ثبتها في نتوء الصخرة الكبيرة .. تأملها ـ الصخرة ـ
كعروس ولسان حاله يقول ـ لم يأت دورك بعد ـ ..تتطلع حواليه .. تأمل /شكيرا كفري حارو / ..لقد بدأت تتقلصين شيئا فشيئا ..تناول قطعة من ـ قاشكي كوجرا ـ ورماها في فمه ليمتزج مرارة العلكة مع ملوحة العرق المتدفق بغزارة منه وبقايا الغبار وذرات الحجر المطحون ...اللعنة ـ محرمي عربانجي ـ ..اين انت ؟؟!! ...لماذا هذا التأخير دائما ..ومع مرارة العلكة تذكر ماء البئر الذي حفره في حوش قدري عبدالغني بطعمه المر ايضا ... كم
مرة قلت لك قدري ان الماء هنا سيكون مرا لما لا احفر البئر مشتركا بين دارك ودار اخيك عبدالرحمن ولكنك رفضت ..اذن اشرب واشبع من الماء المر ...الله !!! ...تذكر ...انه يوم الأحد وهذا يعني ان ـكشه افرام وملكي شهنه ـ وثلة الجزيريين سيجتمعون في ـ علية ـقدري ...اللعنة محرم اين انت ؟ وضع كفه اليمين فوق عينيه يغطيها من الشمس وتتطلع صوب ـديركا حمكو ـ..ومن ثم في جميع الاتجاهات ..لا اثر ل ـمحرم ـ ...فتح صرته من جديد وتناول قنينة الكحول التي اعطاها له ـسرجان بهنو ـ جرع منها جرعة قوية فانتفض جسمه وسعل سعلة قوية واخذ يبصق على الأرض ...تقدم ـجارو ـ نحوه ...اللعنة عليك صالحو ..شربت من ال /جوبلمة / ثانية .. انها ديدنك لا ادري لما لم يخلقك الله في بلاد الكفار ...اشرب ..اشرب ..ثانية وثالثة من ماءهم ... / بقشته زي فيدي لو / ...هذه من انهار الجنة ـاحمق ـ رد عليه صالح ...ليسامح الله ابيك ...لماذا سماك صالح ؟ ...قال صالح قال ...قالها ـجارو ـ وادار ظهره لينصرف ..خاطبه صالح ...ايها الأحمق !!لقد سماني ابي صالح لأنه كان يعشق اغنية ـفاطما صالح آغا ـ ولكن الغريب لماذا لم يسميك ابوك ـعيشانا علي ـ او ـ عيشكا عرب ـ وقهقه ضاحكا ...
تتطلع حواليه من جديد ..هاهو الملعون قادم من صوب /قزه رجب /..اللعنة محرم ..لعله .... و ...شيئا فشيئا بدأت العربة تقترب وصالح يتمتم حينا وآخر يصيح شاتما لاعنا محرم وبغليه وما ان دنى منه محرم حتى صاح فيه ..
// خولي سه رو // أشربت ثانية ؟؟ ..ما بك تجعجع كالثور الهائج ؟ ماذا دهاك ؟؟ ..انت تذهب الى الماخور في ـقزه رجب ـ ونحن نكتوي بنار هذا الشمس والحجر .. هيا ..هيا ..اللعنة عليك وعلى عربانتك ..تعال ساعدني في حمل الحجر ـقالها صالح ـ ...ورغم التنافس الشديد بين صالح و ـجارو ـالا ان المهنة الواحدة لها اصولها وقواعدها ...لذا انطلق ـ جارو ـلمعاونة صالح في تشذيب وتصقيل الحجر في مرحلته الأخيرة ومن ثم ساعده في تحميلها بتؤدة وما ان امتلأت العربانة حتى تناول صالح عدته وصعد الى جانب محرم الى حيث موقع ال ـ قشلة ـ
التي ينوي الفرنسيون بناءها ...خاطبه محرم ولما تأت انت ؟ جهز العربانة الثانية ... لا كفاها المولى اليوم من هناك سأذهب الى ـ عولية ـ قدري عبدالغني ..قالها صالح ...اوه ...انه يوم الأحد ...صحيح ..تمتم محرم .
ـ ديركا حمكو ـ تنهض ولا تقعد هذه الأيام فقد توفي ـ رزقو الجزيري ـ رئيس بلديتها ومالكها بالشراكة مع قدري وعبدالرحمن عبد الغني بعد ان اشتروها من ـ حمكو ـ وآخرين من جزيرة بوطان وحيث ان رزقو لا ورثة له فقد اوصى باملاكه للكنيسة والتي هي بصدد الاتفاق مع الشركاء الآخرين لمعرفة الواقع .هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يقال بأن الجنرال الفرنسي سيأتي يوم الثلاثاء ..ووفود العشائر من جميع انحاء الجزيرة تتوافد على ديركا حمكو فلم يتبقى فيها موطىء قدم لا في // قهوا رازاي // ولا //قهوا سه قه تين // واغلبية العشائر نصبت خيما لها على ضفة النهر ـ الساقية ـ العابرة حولها ....وفي الطرف الآخر من الساقية شمالا تقع البقعة التي اختارها
الجنرال ل ـقشلته ـ الجديدة ...ومن هنا تحولت ـ ديركا حمكو ـالى ورشة وفرص للعمل ...ومن الجملة ..صالح
ملا مرشو ...و ...جارو ...
ما ان افرغ صالح حمولة العربانة من الحجر ..توجه صوب ـ عولية ـ قدري وفي طريقه لمح رزقو نرمو ....
صاح فيه // ها ..رزقو كوري نرمو نه فيه جرمو // ما استطعت اخذ بستان ابو جرمودي الحلبي فشتلت الكرم
عند اقرباءك في ـكري كرا ـ ...رد عليه رزقو ـ اللعنة عليك صالحو سكران انت ـوره ك ـ ..ومن ثم هرب من
امامه بسرعة .. وصل بيت قدري ..اعتلى درجات العلية التي تفنن في صنعها ...دخل العلية ورغم وجهه المعفر
وملابسه المتسخة المتصلبة كالصخور التي ينحت فيها ...الا انه محبوب المعشر ومؤنسا في جلساته وقد رحب به
الجميع وناوله ـملكي شهنه ـ علبة التبغ ..ويبدو ان دخوله قد اوقف حديثا ليفتحه قدري من جديد متوجها الى ـ ملكي شهنه ـ ....اي ملكي اكمل ....فتابع ملكي حديثه مخاطبا ـ كشه افريم ـ // والله ابونا ..كيفروشكات و به راز
كفتار و ريفي كلياتن مليانيني بالجول ...والله بها العينين كشفتو وين ابونا .... مرة رحت على بركي دنيا طاف او
كه وركي ...وصلت ره زي تري ...شفت ما شفت شي كي تململ بين الميويه ... قلتو أه زا أيش ويه ابونا .. كو
حملت كفري متل البرازيفيه زفرتوهو فلهوا أو ضربتوهو اجه في نص قوركتو ...كو ...بع ..ابونا ...ايش أشوف
كيفروشكي متل البرازيه ...// ..قاطعه صالح ...ملكي ..//لبه كي زيه بكره لو // ..او ما هربت ...والله ما اصدق ......رد عليه ملكي // بفشتقه زه فيديه لو // .... //مال خراب // ..قالها صالح ... //شو هالظمان ..؟؟
لا عربي او لا كردي ....ها ..ها ...ها ...يمكن سرت انت كمانيه اجدان ملكي شهنه ...وسطقهقهة الجميع ...
ليقطع فرماني بمبي الضحكة موجها حديثه لصالحي ملا مرشو ...اشربت من ـ قوزلقورت ـ ثانية ؟!! ...
لاوالله فرمان هي شربتني ولكن بس ـ دوقورت ـ ...ومن ثم اخذ الحديث منحى آخر فتطرق ـ كشه افريم ـ
الى وفاة رزقو وثلثي حصته من ـ ديركا حمكو ـ التي آلت الى الكنيسة وهاهو ملكي شهنه وكيل الكثيسة وتابع
كشه كلامه متوجها الى قدري .. // لما لا تبيعونا الثلث الباقي او تبادلوها معنا فنعطيكم مقابلها ـ حكمية و حياكا
او كرزرك و كاني بحني او اذا اردتم برك و عين بازوق ايضا لا مانع لدينا ... // ..وقاطعه صالح ..اعطينا
ـ بره بيظه او خد ثاثو ثاثين بيظه // ....اشار عليه قدري ان اصمت ...وبعد ان انهى كشه كلامه رد عليه قدري
....والله ابونا ...نحن لا نبيع ولا نبدل ارضنا كنا شركاء مع رزقو والآن ما المانع ان نستمر شركاء للكنيسة ايضا خصوصا وملكي شهنه مننا وفينا وهو ايضا ـ جزيري ـ .. رد ملكي قائلا //اي والله ام يك مله تن لي نه دينه كن // فلم يتمالك صالح نفسه وبدأ يغني // هر يك سر دينيه خوه تو يا را مني // ...اوه صالح ..قالها ملكي ....
شو صالح ... صالح ...تابع صالح ... // انت عرف انو عين ديور خلاص .. او ..قزه رجب خلص ...كلو ديرك
هلاّ ...ليش قدري ودي ديريك ...قدري ما ودي هه ...// صوت ـ زرناية ـ تهدر فجأة قادمة من صوب النهر ..
أهناك عرس ؟ ...سأل فرمان ... أجابه صالح ...لا ... لا ..انه ـ احمو علاني ـ عند خيم نايف باشا جنب ـ الجم ـ
هيا ...هيا فرمان ان ـ زرنة ـ علانة ـ واغانيه افضل بكثير من تقسيم الغنائم ...// هي سينم ...سينم ...// حيث اخذ يردد مع انامل ـعلاني العابثة بال ـزرناية ـ اغنية ـ سينم ـ الرائعة لينصرف الجميع الى شأنه استعدادا لاستقبال الجنرال القادم ليضع حجر الأساس لل ـ قشلة ـ ..ومن ..ثم ...لتنطلق ـ ديركا حمكو ـ في مسيرتها وان تباطأت
بفعل الممارسات المقصودة ...الا ...انها تأبى السكون .. و ...مصممة على الصمود ومن ثم الزحف وبقوة نحو
المستقبل المنشود ............
**********************************************************
هوامش وملاحظات
هذه الأسطر ربما تكون مقدمة لرواية .....او ربما قصة ....لا ادري ...لابل لعلها ـوهذا الأصح ـسرد لحقبة تأسيسيةفي ـديركا حمكو ـ وجميع الشخوص الواردة اسمائهم حقيقية ومعظمهم فارق الحياة والأصح ـ لاادري ـ ان كان قد بقي منهم احد على قيد الحياة


ديركا حمكو
القسم الثاني

كانت الشمس قد بدأت بالانحدار صوب الغروب ببطء شديد .... والكوجريات وقد تزنرن بثيابهن ...وطرف النهر قد تعددت بجانبها المواقدوهي تحتضن تلك القدور الضخمة الملأى والبخار يتصاعد منها ...بعض النسوة يغسلن المناسف وأخريات يتظاهرن باعمال غير مرئية وخيمة نايف باشا تنتصب على ضفة الساقية كبرياء وحجما .... و ـ فرماني بمبي ـ برفقة محمد صالح ملا مرشو يخطوان صوب الساقية /النهر من جهة الكوجريات ...محمد صالح ..محمد صالح ...ـ ناداه فرمان ـ / خولي سر / انظر الى تلك الكوجرية ... يا الله ما اجملها !!! اردف فرمان رد عليه محمد صالح الكوجرية رغم صعوبة معيشتها وعدم الاستقرار الا انها تهتم بمنظرها وجمالها ..انظر الى حواجبها ...عينيها السوداويتين ... بشرتها الناصعة البياض ولما لا ؟ ... لقد اكتسبن رونق ـ زوزانا ـ وزهورها ... انتبها على صوت يوسف حاجب نايف باشا وهو يناديهما ـ تعالا الى خيمة الرجال ابها المراهقين .. او لعلك ـ موجها كلامه لفرمان ـ تريد طرح ـخفشي ـ ارضا ـوهو يؤشر صوب امرأة سمينة ـ .. تطلع فرمان الى قامته الطويلة رغم الهزال الواضح عليه ورد على يوسف ضاحكا ـ قدا خودي به ته كه تي ايسف ـ الم تر اجمل منها لتورطني معها ـ نان ب خوي خوي ب معنى ايسف افندي ـ نادي على تلك ال ـ زري ـ لأتباطح معها ـ مؤشرا بأصبعه على احداهن ـ ليتناول يوسف حجرة ويرميها لا على التعيين صوبهما وهو يقول : تعالا .. او .. ـ در دره ـتلفت فرمان على صوت قرقعة شيء ما فاذا به يلمح اخاه معروف بمبي بعلبتيه ليتمتم صالحي ملا مرشو ...اوهوء اوهوء .. ـ فرمان نه به س بي معريف ب تفو هردو علبكي خوفه هاته ـ ...تقدم يوسف صوبهم وخاطب معروف ... ماذا تريد ؟؟ ... أتشتري حنطة ام عدس ؟ .. اي شيء قالها معروف بس والله لن ابيعك الا بهذه العلبة ؟ قالها يوسف مؤشرا على احدى العلبتين ......ومعروف بمبي شقيق فرمان تاجر حبوب بالمفرق امتاز بوجود علبتين لديه احداها للبيع وأخرى للشراء . والعلبتان من الخارج لهما نفس المقاسات من حيث الطول والعرض والارتفاع ومختلفتان من حيث سماكة الجدران وكذلك القاع حيث تبدو احداها اعمق من الأخرى فيبدو الفرق جليا بين كمية العلبتين وقد اعتاد الكوجر حين قدوم ـكاروانهم ـ الى البلدة ان يجلبوا معهم بعض منتوجاتهم الفائضة لبيعها او مقايضتها ببعض احتياجاتهم وحيث انهم قدموا الى ديريك لاستقبال الجنرال الفرنسي فما المانع ان يجلب ـ ايسف ـ بعض الحبوب والعدس الفائض وبما انه يعطف على ـ معريف ـ رغم معرفته الدقيقة بتحايله في الكيل الا انه يتغاضى عن ذلك ويابى التعامل مع غيره ...نادى يوسف على بعض الرجال ان اجلبوا اكياس الحنطة ..وقال لمعروف بعد اتفاقه معه على السعر هيا أعدد ولكن بشرط ان تكيل بهذه العلبة ... لا مانع لامانع ـقالها معروف ـ انتبه فرمان الى خيمة الرجال ونايف باشا وهو يتوسط المجلس وعرف بعضا ممن حوله مثل عبدالكريم ملا صادق من عين ديوار وعكيد آغا جيايي وبعض اغوات طيا الكوجر وكذلك سعيدي بيكيه وبعض من اولاد نايف باشا ... حياهم فرمان من بعيد ... ناداه عبد الكريم ملا صادق ...اسرع فرمان اليه وهو يعدل طربوشه الآحمر بشراشيبه المتأرجحة ... ـ هيه فرمان أتحوم حول الكوجريات من جديد ؟ ـ وهو يضحك ... ـ نه أز به ني ـ كنت أساعد معروف في شروته .. قالها فرمان ... ـ هي بي به خت ـ قالها عبدالكريم ... والله لاتطيق الجلوس مع الرجال ..... ـ أز به ني برنجا بي كوشت نه خوشه ..أو داوتو سيراني بي زن تحله ـ أجابه فرمان ...صوت هياج وصياح من خارج الخيمة تعرف فرمان على صوت معروف ...هرع فرمان الى خارج الخيمة فاذا بيوسف ومعروف مختلفان على عدد العلب ... تقدم نحوهما ... ـ ها ايسف ـ ماذا تريد من هذا اليتيم ..قالها فرمان ..انه يتقصد الخطأ في العدد ....اجاب يوسف ..رد عليه معروف غاضبا ..بالله عليك محمد صالح أأخطأت بالعدد ؟ .. رد محمد صالح ـ سر بختي ته بي نه ـ صاح فيهم فرمان : هيا هيا عدوا أمامي من جديد ...تناول معروف العلبة الكبيرة وبدأ يملؤها ومن ثم يفرغها ويعد ...أف يك .. أف ددو .. أف ددو أويك ..أف سسي .. أفه سسي أويك ..أفه جار ... أفه جار أو يك ...أفه بينج ...وهكذا لطش معروف ثلاثة علب كبيرة وبسهولة ويسر وأعاد تعبئة الكيسين منجديد ...و ...أخيرا لمحها فرمان ...تلك الكوجرية الرائعة التي شغف بها منذ امد بعيد ...ولولا خوفه الشديد من زوجته حليمة وأخوها عمر لكان قد تزوجها ولكن اللعنة على الخوف وتبعاتها ليصبح هاجسه الوحيد ـ فرمان ـتلقط اخبارها والظفر ولو بنظرة بعيدة منها ... ورغم انهماك معروف بتعبئة الكيسين الا أنه انتبه لنظرات فرمان الملتهبةالذي لاحظ فعلة معروف فتقدم نخوهسائلا : الى اين ستأخذ هذه الحبوب ؟ ..لا تخف لن آخذها الى بيت حليمة أو دكانك ـ وتقصد ذكر اسمها ـسأبيعها الى سعيدي حمو فهو قد وضع حجر الأساس لفرن جديد وبدأ يشتري الحبوب من الناس وكذلك اتفق مع صاحب ـ آشي آفي ـ هناك / مؤشرا صوب المطحنة المائية / ووعدني بسعر اضافي اذا جمعت له كمياتا كبيرة ... سعيدي حمو ـ يه دنك بيز ـ ؟؟ سأله فرمان ...نعم نعم .. أجاب معروف وأردف ..لقد ترك كري كرا بعد قتله لذلك اللص الذي حاول سرقة بيته وقدم للسكن هنا في ديريك ..تتكلم وكأنك لا تعرف فرمان !!! ...في الجانب الآخر من النهر لمح فرماني بمبي ـ قادي ملا جانكير ـ يتجه صوبهم وهو قادم من ـ بخجي أنو دينو ـ .. ناداه فرمان ربما لا محبة فيه بقدر ما كان في نيته ان يسمع صوته لملهمته الكوجرية ....التي تلفتت الى حيث مصدر الصوت ..وما أن لمحت فرمان بطربوشه الأحمر حتى ابتسمت بسمة معمقة احتار فرمان في تفسيرها زمنا طويلا ...ترى هل هي بسمة حب !! او دعوة للهو !! ام لعلها تتضحك على طربوشه وطريقة ارتدائه ...لا ربما لتخوفه وعدم جرأته في التقرب منها ... اسئلة واسئلة لأجوبة ظلت معلقة في ذهنه طويلا ...وهي ـ الأجوبة ـ ترتب لاختمار جواب شاف كما ديريك قد بدت وكأنها تتجه صوب اعمار ستجلي القادمات من الأيام عن مدى صلابة اهلها ...المجبولة بطيب وصدق وتشبث قد يندر ان يحدث : ...تشبث الديركي بارضه رغم وعورتها وببيئته رغم قساوتها ..و ...بنقاوته كانسان حيث نقاء مياه وينابيع ديريك كما حليب امهاتها ................................................................................................!!!! يتبع
هوامش
.........
ـ خولي سر ـ عبارة كردية يستخدمها الديركيون ومعناها عفرت بالتراب او الرماد أما الآزخيون وهم مسيحيي ديريك فيقولون ـ رمادي براسك ـ
قدا خودي بته كتي : اصابك قضاء من الله
در دره : وهي عبارة تطلق في وجه الكلاب لطردها
علبة : هي اداة مكيال قديمة يستخدمها الكرد في كيل الحبوب وشوال الحنطة مقداره اربع علب ..وقد اشتهر المرحوم معروف بعلبته واصبح مثلا ديركيا خالصا ـ علبا معريف ـ
/ نه أز بني / : عبارة تستخدم للاحترام كأن تقول سيدي وذلك حينما تخاطب من هو اعلى منك شانا وهي كلمة مركبة از تعني انا و بني تعني ادنى وتستخدم تحديدا للمستوى الاجتماعي والمقام

ـ هي بي بخت ـ اي بلا ذمة
ـ از بني برنجا ...الخ ...سيدي الرز من دون لحم غير مستساغ وكذلك العرس والرحلات من دون وجود المرأة مرة
سر بختي ته بي : على حضك
أف يك ..أف ددو ..الخ : هذه واحدة ..اثنتان ..اثنتان وواحد ..ثلاثة ...ثلاثة وواحد ..اربعة ..اربعة وواحد ...خمسة ...
آشي آفي : مطحنة الماء والتي كانت تشرف على نبع الماء في ديركا حمكو
كري كرا قرية في شرق ديريك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abasa.ahlamontada.com
 
ديركا حمكو - القسمين الاول و الثاني ... وليد حاج عبدالقادر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ـ ديركا حمكو ـ القسم الحادي عشر ـ الجزء الأول ـ .... وليد حاج عبدالقادر
» ـ ديركا حمكو ـ القسم العاشر / الجزء العاشر ...وليد حاج عبدالقادر
» ـ ديركا حمكو ـ القسم العاشر ـ الجزء التاسع ... وليد حاج عبد القادر
» ـ ديركا حمكو ـ ا لقسم العاشر ـ الجزء الثامن ... وليد حاج عبد القادر
» _ الرد ليس من اجل الرد ـ ... وليد حاج عبدالقادر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات آباسا :: مدن وقرى أخرى-
انتقل الى: