منتديات آباسا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
وجهة نظر حول ملحمة زمبيل فروش Home10الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وجهة نظر حول ملحمة زمبيل فروش

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
memê abasî
الإدارة
الإدارة
avatar


ذكر

تاريخ التسجيل : 07/07/2009

عدد المساهمات : 561


وجهة نظر حول ملحمة زمبيل فروش Empty
مُساهمةموضوع: وجهة نظر حول ملحمة زمبيل فروش   وجهة نظر حول ملحمة زمبيل فروش I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 04, 2009 8:31 am

وجهة نظر حول ملحمة زمبيل فروش Welid_10
وليد حاج عبدالقادر

وجهة نظر حول ملحمة زمبيل فروش*

_ مطروحة للنقاش_ بقلم : وليد حاج عبدالقادر

إن أساطير وترا ث أي شعب من الشعوب هو مخزون و سجل متراكم لتأريخ نمو وتطور وعيه وفق المراحل التي مر بها . والباحث فيها سيجد كنوزا من المعارف وكيفية بلورتها و ظواهر العلاقات الإجتماعية / كظاهرة الزواج من المحارم عند الآلهة الأسطورية و الملوك العظام والمؤلهين وتورط الأبطال بها مثلا/ و أساليب العقوبة و التطهير و دور الأحلام و العرافين . و موقف القدر و الموت و الحب و الظواهر و المعجزات الخارقة ... ولا بد لنا بداية من الوقوف على معنى الأسطورة و جليها عن المفاهيم المتناقضة لما طرأ عليها من تداخل بينها وبين الحكاية الأسطورية و المآثر و القصص الشعبية ، ويعرف د.أنس داوود في كتابة " الأسطورة في الشعر العربي
بأنها : / مجموعة الحكايات الطريفة المتوارثة منذ أقدم العصور الإنسانية ، الحافلة بضروب من الخوارق والمعجزات التي يختلط فيها الخيال بالواقع ويمتزج عالم الظواهر بما فيه من إنسان و حيوان و نبات و مظاهر طبيعية العالم ما فوق الطبيعية من قوى غيبية اعتقد الإنسان الأول بألوهيتها فتعددت في نظرة الآلهة تبعا لمظاهرها المختلفة .."2 ".. وكما نوهت في موضوع سابق "3" فإن التراث الكردي يحتوي على مجموعات من الأساطير والحكايا منها على سبيل المثال:
1_ الأساطير العليا : "4": كأسطورة الطوفان الحورية وبطلها براسوز _ المقابل للسومرية وبطلها _ آحوت نابشيم _ والإسلامية _ نوح _ و كذلك مسألة نوروز حيث تتجسد الأسطورة فيها بعناصرها الرئيسية الملك/الإله وهيئته الخرافية : جسم إنسان وعلى صدره نبت ثعبانين والذي يفرض تقديم أضاحي بشرية و النار حيث جسدت في الأسطورة و أضحت من طقوسها ، لما يعنيه النار بالنسبة إلى المعدن بعد اكتشافها و استخدامها لتندمج هذه العناصر في الحكاية مع نمط الجولة البطولية و التي أدمجت _برأيي_ مع أعياد الخصوبة للنمط الزراعي/الرعوي السائد حتى بعيد الانتصار الميدي على المملكة الآشورية و فتح نينوى عام( 612_613)ق.م
2_الخبر الأسطوري الذي يروي حوادث تشبه الحوادث التاريخية ... وقد تكون الآلهة فيها أشخاصا بارزين ولكن المقصود فيها ليست شخصية البطل بشرا كان أم إلها بقدر ما الحوادث و الأفعال والعبر او النتائج بحد ذاتها هي المقصودة ، كما هو وارد في موضوع هذا العرض _وجهة النظر لملحمة "زمبيل فروش"فتسرد صفة من صفات أحد ال"لاوك" وذلك بحفاظه على نقاءه في عدم الانسياق وراء الغريزة ، و التجاوب مع إغراءات المرأة الفاتنة و الغاوية ... وهذا ما يقودنا إلى موضوعه المرأة و الأسطورة ، فقلما يذكر ملحمة شعبية إلا وتكون المرأة إحدى أقطابها ؛ مم و زين ... خجي وسيامند ... سالار و ميديا ... هيشمراري / والمئات من الحكايات و الأقاصيص الأخرى حيث تتحول أدوار المرأة فيها من مكان / موقع لآخر تبعا للعصر و البيئة ، فهي ملكة أو قديسة ، عاشقة أو عشيقة ، عاهرة أو ماكرة ... ومثل التراث الكردي مثل تراث جميع الشعوب القديمة : المرأة فيها ينبوع من الحب لا ينضب كما في "مم وزين _ فرهاد وشيرين" ورمزا للتفاني والتضحية كما في خجي وسيامند أو تابعه لزوجها ، مخلصة لبيتها ، واعية لأطفالها كما زوجة زمبيل فروش أو تكون غاوية / ماكرة تمارس جميع فنون الإغراء لصيد الرجال والعبث معهم مجونا كما هي الحال عند خاتون زوجة الأمير . فهل هي الغانية التي أطاحت بقوة "أنكيدو" وقد تجسدت في صورة خاتون ؟ أم هي "أنانا" السومرية التي تعد رمزا للوفاء الزوجي وقد نزلت إلى العالم السفلي متحدية أختها "أرشكيجال"لإنقاذ "دموزي" وقد شخصت في زوجة زمبيل فروش؟.
نحن في هذه الملحمة _بداية_ نتدرج في الموقف من المرأة والتي تعيد إلى الأذهان صورة المرأة / الآلهة / المقررة الواعظة والكاهنة ، التي توجه أولادها _ الملوك نحو الخير والعدل و المساواة . وتبدو هذه الصورة واضحة في حلم زمبيل فروش في مقدمة نشيده عندما توجه الحورية إلى فعل الخير كما سنرى .. و تتدرج الرؤيا و تصبح المرأة تابعة لزوجها _ معتكفة في منزلها _ ترضى بكفاف العيش _ مخلصة لشرف الزوجية _ مربية صالحة لأطفالها .. وفي الوجه النقيض للزوجة تظهر حواء اللعوب التي تغرر بالرجال فتغويهم ناصبة لهم حبائلها لتوقعهم وتصرفهم عن القيام بواجباتهم الحياتية .. وكأني بها تحاول جادة العودة إلى هيمنتها و قدسيتها مستخدمة سلاح الغواية والإغراء و هكذا نموذج هو ما تحاول الملحمة الإشارة إليه والحث على الابتعاد عنه لأنه يمثل رمزا للشر .. ولعل تمازج الأساطير و تداخلها مع بعضها البعض ظاهرة جد اعتيادية ، لتداخل و تمازج ثقافات الشعوب فيما بينها يقول د. الطيب تيزيني في معرض تأثر الذهنية العربية الأسطورية للثقافات المجاورة :/فلقد تأثرت الذهنية العربية الأسطورية تأثرا عميقا و مباشرا بالاتجاهات و المواقف الأسطورية للشعوب المجاورة و هذا ما يجعلنا نتبين السياق التاريخي الهام للواقعة التالية و هي أن نصوص الألواح الأوغاريتية التي اكتشفت في آخر العقد الثالث من هذا القرن دونت بلغات متعددة وذات أهمية حضارية ، من هذه اللغات الأوغاريتية نفسها و الأكادية أو المصرية و الحثية و الحورية ../"5" . وقد ثبت من خلال دراسة تراث و أساطير مختلف الشعوب على أنه : / في مجال الحضارة عندما تمتزج الشعوب عقب الفتوحات ، يمسي المغلوب عادة هو الغالب على الصعيد الروحي و الفكري و هو الذي يفرض من ثم حصارته و علمه ، و أفكاره ، وأن لم يفض دينه كله أو جله/"6" . وقد تنتقل حكايات كاملة من لغة إلى أخرى حيث تختلف فيها الأسماء و الأ مكنة فقط و مع هذا فكلها تلتقي في هدفها الوعظي العام للإنسان .
_ و الآن .. ماذا يمثل زمبيل فروش في التراث الكردي ؟.....تعد هذه الملحمة نشيدا حواريا من نمط القصائد الغنائية التي تكثر في التراث الكردي و تمتاز بكونها تجيء على شاكلة مديح و كشف لبعض الصفات و القدرات العظيمة ل/ لاوك/ فتى المجتمع الأول فقد امتاز هذا النمط من الغناء الكردي و حدد في مقام "لاوك"مجموع هذه القصائد و الأغنيات التي تبجل و تبين صفة فتيانها الخارقة و ما يعتريها من تجارب و محن تصل في كثير من الأحيان إلى حد المأساة .. وقد لعبت المؤثرات الدينية دورا بارزا في المراحل التالية لعصورها في تغيير مراحل معظم الأساطير الكردية _ بدءا من الزرادشتية حتى الإسلام _ حيث تبدو المؤثرات الزرادشتية واضحة بشكل طاغ من خلال مجمعي الخير "أهورا مزدا" والشر "أهريمن" بالرغم من إعادة صياغة و تشكل بعضها من جديد في المرحلة الإسلامية على يد عباقرة في التصوف الإسلامي مثل _أحمدي خاني_ في مم وزين و هذه الملحمة أيضا .. وقبل الخوض في أبعاد هذه المرحلة لا بد من إبداء و جهة نظر حول موضوعة جد مهمة _ برأيي _ وهي مسألة لاوك و مدلولاتها :
لاوك:
بداية أقول أن ما اختزنه الموروث الشعبي هو مجرد أغنيات محددة في بعض المناطق ضمن إطار / مقام "لاوك" أو "ديلوك" _ ولا أرغب هنا في إجراء مقاربات أو مقارنة لغوية حول كلمة ديلوك و ديروك _ وإن كانت السير الشفوية المنقولة عن بعض المراقد / المزارات التي لا تزال بادية للعيان قد أسبغت عليها صفة ولي من أولياء الله كصفة إسلامية ولكن _ باعتقادي _ في عودة متأنية إلى الجذور و سبر متأني في الدراسات التاريخية قد توحي ببعض المدلولات حول مكانة و قداسة ذاك الفتى و من ثم الأب كما يردد في مقاطع بعض من تلك الأغنيات مثال : أي لاوكو .. هي بابكو ف"بابكو" هو جذر للعائلة / العشيرة في الكردية و "لاوكو" فرع مستمد منه ... وسأسوق هنا عددا من ال"لاوك" مستندا في الأساس ما أبدع فيه الغناء بالدرجة الأولى مسلطا _ على الأقل من وجهة نظري_ الضوء بكونهم _ أي أولئك الفتيان _ آلهة عند الكرد كل في منطقته و إن بدا التداخل و التشابك و أحيانا كثيرة المزج بين لاوك و آخر ...

آ_لاوك"معدني"أو"مادني"أو"متيني"أو"مخيني":
وأعتقدبأن الأصح هو_لاوكي معدني_وسيكون له امتداد تاريخي لمعرفة المعدن واستخدامه/ممارسته أي حرفة
تطويع المعدن والذي تطورليندمج أويبدومن خلال كاوا الحداد حيث يرتبط مرحلة شيوعه وانتشاره بإكتشاف واستخدام الحديدفي أواسط الألف الثانية ق.م وقدسمي بمعدني في المراحل التالية..أما"متيني"أو"مخيني"فهي إمانسبة إلى جبل متينا في كردستان تركياأوربمالكونه أحدالآلهة الميتانية..والأثرالوحيدالذي مازال يرمز به إليه هو شجرة كبيرة معمرة في جزيرة بوطان تسميه الحكاية الشعبية ب/دارلاوكي متيني أو"معدني"/حيث تقول الحكاية : بأنه ما ان تنشدتلك الأغنية تحت ظلال تلك الشجرة حتى تبدأأوراقها بالسقوط كالدموع حزناًعلى مأساة
لاوكي متيني"معدني".....
ب_لاوكي/رهواني أو"راواني":وهذاال"لاوك"تكثر مراقده/مزاراته والأبرزمنها مرقد في جزيرة بوطان وأن
كان الذي على قمة جبل قره جوخ بجانب مرقد/كجكاجيل كزي/بالقرب من قبر"نايف باشا"أشهرالمزارات...
وباعتقادي إن التسميتين صحيحتان ومرتبطتان بمرحلتين تاريخيتين منفصلتين...فكما هو معلوم تكاد هذه المنطقة أن تكون بمثابة المركز الذي انطلق منه الكاشيون في مد أمبراطورية كاردو نياش والتي أستمرت منذ أواسط الألف الثاني ق.م إلى بدايات الألف الأولى ومماهومثبت تاريخيا أيضا كان الكاشيون هم أول من روَض الحصان واكتشف الحديد"7"واستخدمها مما شكل انعطافاًفي تاريخ البشرية لايقل عن منجزات هذاالعصر ضمن السياق التاريخي والذي أدى بالطبع إلى تغييرالخارطة السياسية والديمغرافية آنذاك وكان لهم إله رئيسي له هيئة رأس حصان...وكما هو معلوم فالحصان الرهوان هو من أجود وأفضل أنواع الأحصنة وقد حفظ على اسمه في ثقافات الشعوب المجاورة حتى الآن هذا من جهة ،ومن جهة أخرى قديكون ل"رهواني"صلة ب"آلهةأورحيا""8"
أو"روهاي"مجمع العبادة الحورية وهي أورفة الحالية والتي ماتزال تحتفظ باسمهاالشعبي الكردي "روهاي"...أماالجانب الآخرأوتسمية "راواني"فهذا آ_اوعزه شخصياَ_نظرالارتباطه _راواني_ ب"كجكاجل كزي/أي كونه ولد الروح المرتبط عضوياًب"الفتاة العذراء"أي وفق ديانات التوحيد خصوصاًالمسيحية منها
"عيسى ومريم العذراء"
_لاوكي "غريب"أو"بياني"أو"درويشي":غريب تعني "بياني"بالكردية...ودرويش أيضاًتخدم معنى الغريب لأن الدرويش بصفته العامة بتجوله غير مستقر فاينما حل هو غريب..ولهذاال"لاوك"مرقد"مزار"في بوطان مازال الناس يؤمونه_في موت قريب بمكان بعيدأو مجهول أوغرفة من دون العثور على جثته_على عادة أهل بوطان
في الأعيادوالمناسبات "كزيارة الآخرين لقبورموتاهم المعروفة"..وقدروت لي سيدة مسنة"93سنة"في عام 1992بأن أم جدتها لأمهاكانت تصطحب جدتها وهي طفلة في الأعياد إلى المزار_المرقد حيث تطلب من بعضهم تلاوة القرآن وتوزيع الحلوى على الصغار ترحماً على أخيهاالذي فُقد_قُتل في اليمن كونه واحداًمن الجنود المشاركين في إحدى الحملات التأديبية للعثمانيين هناك.."9"وسنجدتقاطعاًواضحاَفي بعض من الأنماط التي تؤدي بها أغنية "زمبيل فروش"كونه:إمالاوكي غريب أوبياني أودرويشي...وربماكانت الصفات كلها تتجسد في
واحدمحدد فما المانع مثلاًأن يكون صانع السلال "كحرفة"قد تحول لاحقاً إلى "حرفة المعدن"_خرفاني"...أو
“xirfani”والذي مايزال يحتفظ ببعض من ستطوته التقديسية عند اليزيديين /..أما خرفاني فهو مايزال يتجسد
رقصاًوغناءَفي الفلكلورالكردي_يعطي حركاته الايحائية في حلقة شبه دائرية كنوع من طقوس الجنس المقدسة
وهي تؤدي بصيغ مختلفة كأن يبدأ ب"هاور ور"أو/هي ولي ولي/وهنا يخطر بالبال أيضاً رقصة "رهواني"وهي
رقصة "الشيخاني"وتؤدي في حركات الرقص خطوات الحصان الرهوان في جموحه وتقدمه فتراجعه حيث تتم الرقصة بالقفزثلاثة خطوات إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء على إيقاع موسيقى محدد فيبدوالراقص بانحناءاته والتواءاته وكأنه فعلا يعتلي ظهرالحصان...وحتى لاأتوسع أكثرفي هذا المجال أنوه فقط ب إيلم"كما سيمر معنا لاحقا...والنبي "هورو".متأملا العودة إلى هذا الموضوع في جانب مستقل مستقبلا..يبدو أن الديانات التوحيدية اللاحقة لم تستطع أن تزيل عنها صبغة التقديس بل أسبغت عليها لبوسا آخر بجعلهم _ على الأقل مزاراتهم مراقد لأولياء الله هكذا ...من دون تفسير؟؟؟
_زمبيل فروش المغزى والموضوع : :
تُعد هذه الملحمة ترنيمة/أنشودة حوارية توضح مدى قوة وإرادة لاوك في تصديه لإغواء خاتون المغرية:الجسد واللذة _الربح/الغنى ،التمتع"بالحرام""التعب"الشقاء"/الفقر...ويستشف قدم زمبيل فروش السحيق من خلال تركيز نصوصه المتعددة على حرفة يكاد أن يجمع أغلب الباحثين في التاريخ بأنها أقدم حرفة بشرية تعود بداياتها إلى مرحلة المشاعة البدائية..ومن ثم تتدرج نحو إعادة صياغة هذه الترنيمة لتكتسب سمة المرحلة الجديدة وإن بقي الصراع الرئيسي في الملحمة _ظاهرا_بين الخير والشر.رجلٌ تقي/إمرأةشريرة/.
_فكيف أسوغ للترنيمة هذا القدم؟؟؟
لقد خاض الإنسان على مدى آلاف السنين صراعا مريرا لتمييز نفسه عن الحيوان...تعامل مع الطبيعة باذلا جهده لتسخيرها..وبدأ_ذلك الإنسان _ينزع نحو الوعي يجسدها على شكل كلمة_لغة..ومع اختراعه لأدواته البسيطة ،تجلت نقطة انطلافته في معرفته لذاته أولا من خلال توجهه بإحساسه أنه يتميز عن الطبيعة وحيواناتها ومن ثم تطويره لأدواته التي ساعدته في القهر الأولي للطبيعة وفي زيادة منتوجه ونزوعه على شكل مجموعات متفرقة تعتمد على القنص والالتقاط متدرجا في أدواته من الحجرية ..إلى استخدام النار فالمعدن ..ومع تطوره أكثر وترويضه للحيوان وتوجهه نحو الزراعة..كان لابد من الإستقرار.لتفرض هده التحولات وقائع اجتماعية جديدة"العشيرة_القبيلة"وآفاق وعي فأسلوب إنتاج وبدأالنشاط البدائي يتهدده الطور الجديد فينزع وإن كان ببطء شديد نحو تقسيم للعمل ومن ثم تفكك للملكية المشاعية وظهور الملكية الفردية كنتاج حتمي للتطور ..فالإنسان أصبح أكثر خبرة وقوة وصار بإمكانه_لوحده اومع أفراد أسرته_أن ينتج وسائل معيشته وبدا ضرورة العمل المتضافر بين أفراد المجتمع وإن كان المردود لم يعد مشاعا...فأدوات العمل وكذا الأنتاج هي ذي صبغة فردية ..لتظهر بدايات التجارة كنوع من مقايضة الحاجات ببعضها..ويكاد معظم علماء التاريخ أن يتفق على موضوعة الحرفة_أية حرفة_إذا ماأدت إلى تحولات اقتصادية _اجتماعية في الجماعة أن تتحول إلى حرفة_مهنة مقدسة..وقد عرف الإنسان منذ العصر الحجري أن يحول المواد الأولية التي وجدها إلى أدوات جديدة ولعل كتلة الخشب هي المادة الرئيسية التي توجه بأنظاره صوبها للاستفادة منها.ويعتبر قشر الشجرة من أسهل المواد تصنيفاًفمنه_مثلاً_تم تشييد أقدم مسكن للإنسان"واقية الريح"وتصنع كثير من الشعوب سلالها وحاويات حاجاتها من قشور الأشجار والتي عدت في مناطق حضارية واسعة أهم مادة للصناعة..ويعتبر /فن صنع السلال من أقدم الحرف اليدوية في تاريخ الإنسانية ويمكن للمهتم أن يتبع مختلف مراحل تطور هذه الحرفة بدقة ،فمن الجدُل البسيط لسعف النخيل وقشور الأشجار وسوق الحشائش تطور فيما بعد فن النسيج ...وكانت السلال المصنوعة من سعف النخيل من أبسط المواد المصنوعة .."وكذلك"..صنع الأوعية المجدولة التي تحفظ فيها الشعوب البدائية أدواتها البيتية وتنقل فيها موادها الغذائية ومن تعبير"جمع وقنص"يستدل على أن أقدم الشعوب كانت تحتاج إلى أوعية تجمع فيها النباتات الغذائية وتنقلها إلى مناطق سكناها..ويتضح من الدراسات أن تطور النسيج تطور من حرف الجدل وصنع السلال اليدوية ومنها نشأت حرفة أخرى هي فن الفخار حيث يختلف طبيعة المواد المستخدمة في كل منها إلا أن طريقتي الصنع متشابهتان....ومن هنا _برأيي_يأتي كل هذه الأهمية لصانع_بائع السلال ومن ثم تدوينه وإنشاءه بهذا الشكل الحواري كإحدى الصفات التي يجب الاقتداء بها من"لاوك"..ولقد ثبت الباحثون اثني عشرة نصا من هذه الملحمة تتقاطع وتتمايز مع الأصل وسأعتمد في وجهة النظر _ هذه على النماذج الثلاث التي ترجمها د.النجاري إلى العربية.....
أ_النموذج الأول"12":
مع السطور الأولى لهذا النموذج ندخل في جو اسطوري يمتزج فيه الحلم _الحوريات_العرافون_النار_القصور وكل هذه المدلولات للإشارة إلى صراع _وإن كان متخفيا_في البناء الفوقي بين الأب والابن...فالأبن هو أمير متزوج يعيش في قصور أبيه بكل أريحية ...يرى حلماًمزعجاً..ولفمه الشديد وتحت ضغط زوجته يبوح لها قائلاً:

.../حلمت حلماًرائعاًوجميلاً/رأيت فيه قصوراًمن ذهب/وأنت حورية خلف الستائر هناك /وأردت أن أدخل إلى القصور/وأن أقضي هناك معك بعض الوقت /ولكن ظهرت امامي حورية/فاستيقظت مضطرباً/. في هذه المقدمة
يبدو أن مؤلفها أو منشدها _الأساس_موغلٌ بعيداً في التاريخ حيث المرأة /الإلهة ،الأم الزوجة ومن ثم المنتجة الرئيسية والآمرة الناهية فهي هنا ....
أ_الزوجة القلقة على زوجها _ب_المرأة الأخرى _حورية الحلم_التي تحاول _بل تقف _حائلاً بينه وبين زوجته ليتمتع معها وتدفعه إلى التنسك والزهد وحب الخير ومساعدة الفقراء وترسخ فيه نزعة الخوف من المصير المجهول المتجسد بالنار:/رأيت شعلة نار//تخرج من جهنم/أحرقت في الحلم روحي /فرحت أبكي طيلة الليل والنهار/"يلاحظ هنا التأثير الديني اللاحق على النص "...فكأني بالمنظم الأول_يحدد_مكانة المرأة /الأم /الآلهة التي تلقي جملة من المواعظ تحث فيها على سلوك الخير /الإحسان/المساواة وتبدي عدم رضاها على الوضع الراهن حيث تمنعه من دخول القصر ،إلا بعد تنفيذ تعاليمها ,وهنا يتوضح _باعتقادي_قوتها ومكانتها حتى في الفترة التي انزاحت فيها عمليا من قيادة المجتمع وأصبحت زوجة شريكة في البيت /الحكم "الملك والملكة"ثم تابعة في البيت ..قالت الحورية :/عد من حيث أتيت،لا تدخل القصر /وأحل سائحا في الدنيا كن فقيرا متدنيا/اسمع وساعد أخوانك الفقراء /إياك أن تكون أميراً ،رهن /السلاسل والققيود /...ولابد هنا من التنويه ما للأحلام من دلائل رمزية أسطورية _فالآلهة كانت توحي للملوك عن طريق الأحلام الغامضة ما تنوي عليه فيلجأ الملوك إلى الكهنة /العرافين لتفسيرها ومن ثم تحديد رغبات الآلهة ...كره الأمير /الفتى هذا الواقع وأخذ يتأمل _يفكر في التغيير
ويبدأ بالتحول من اللامبالاة والمهاونة إلى العزلة والاعتكاف مهموماً فتجتمع المملكة بحكمائها ووجهائها لمعرفة سر هذا التحول المفاجئ الذي طرأ على فتاهم / أميرهم ويضغط عليه والده ولكنه يقرر الرحيل بزوجته وأولاده ليعتمد على كده وتعبه في تربيتهم ويبدو /لي/هنا التحول الرئيسي في التفكك المشاعي وكذا ما تلاه من تحول الموقف من المرأة فتصبح تابعة لزوجها معتكفة في منزلها مهما كانت ظروفه _أي الزوج_كما هو وارد في المقطع 43:/يسأل الباشا زوجة ابنه /./هل تودين العيش مع زوجك في الفقر /أوتفضلين الجلوس على العرش /وتصبحين أميرة البلاد بلا منازع /...فتجيب الزوجة في المقطع49:/يا صاحب التاج /ما قيمة الزوجة من دون زوجها /أنها تصبح شحاذة على الطرقات /سأضحي بنفسي لأجلك يا زوجي زمبيل فوش /...
يتوضح لنا من خلال المقطعين السابقين نقطتان جد مهمتين_برأيي_أولهما :
تحول الموقف من المرأة وذلك بإعادتها إلى البيت لتصبح تابعة بعد التحول الإنتاجي الذي طرأ حيث يبدو أن الزوج قد امتهن حرفة_صنع السلال_وقرر الاستفادة منها في بيعها قبل أن يغادر القصر .وإذا كانت هذه المهنة لن تدر عليه أو توفر له حياة هنيئة كما في كنف والده ولكنه _على أية حال _عمل مستقل ..ولهذا نعلم ماذا كانت السلال تعني لمجتمع بدائي يعتمد على القنص والالتقاط ولا تنسى ما كانت للمواد الأولية الأساسية في حياة الإنسان والتي يشعر بأهميتها من صدارة في تقديسه لها كالماء /النار/المعدن....ومن هنا ينبع اعتقادي أن يكون هذا "اللاوك"إلهاً للحرفة مجسدة بالسلال"كما الإله الحدادهيتستوس عند اليونان الذي اشتهر بإنتاجه الآلات والأدوات وزوجاً لآلهة فعل الحب والمجون أفروذيتي"...."13"
إذن تمرد زمبيل فروش على والده وهو يمتهن حرفة فتدخل مرحلة جديدة موضحة بتغيير نمط التشكل الاجتماعي /الاقتصادي السائد ،هذا التحول الذي بدا في تجاوز مرحلة القنص /الالتقاط/المرافق لزراعة بسيطة فيظهر نوعٌ من تقسيم العمل "المهن والحرف/التي ارتبطت مع تحول اجتماعي موجه نحو الاستقرار والتوسع في الزراعة فأدت إلى تفكك النمط المشاعي الأسري العشيري والتوجه نحو مدنية شبه موسعة تسودها الملكية الفردية وإن كانت بشكلها البدئي لتظهر التجارة كنوعٍ من المقايضة حتى استخدام النقود/وإن كنت اعتقد بأن النقود قد أضيفت إلى الملحمة في مراحل لاحقة /فلنقرأ المقطع 5:
/في الطريق إلى ماردين /"14"رأى بائع السلال كوخا منفردا/اقترح بائع السلال /فلندخل هذا الكوخ /إنه خيرٌ لنا من القصور /...أليس فيه ما يوحي بانقسام الأسر والعائلات وتفرد كل أسرة ببيتها ورزقها ؟...وفي المقطع 52 :/كان يستلم لقاء السلال ..دراهم أوخبزاً أو سمناً أو يأخذ لحماً وخضروات/....
ولكن ""وهذا ثانياً":هل استسلم النمط القديم السائد لهذا التحول وإن هجر لاوك /الأمير/إلى الأطراف ؟..وماذا كانت مواقف البنية الفوقية المجسدة بأبيه وأمه المالكة؟..هنا تأخذ الملحمة بعداً آخر ،فتظهر المرأة من جديد وكأني بها ستنتقم لتطاول الرجل على مكانتها فتلجأ إلى الغواية لإسقاطه في سدة الرذيلة ليبدو التوجه الواضح _النقيض نحو تهذيب العائلة وقوننة العلاقات الزوجية ولعلها بدايات المرأة _الشرف وضرورة الالتزام بالمخدع الزوجي فتبرز الملحمة المرأة على نقيض_ومن البناء الفوقي أيضاً_الزوجة الوفية وخاتون زوجة الأمير الذي التجأ زمبيل فروش إلى القرب منه والتي افتتنت بجماله فأرادت استدراجه بغواية فاضحة _بمفاتنها حيناً_وبالذهب والمال حينا آخر_ولما يئست أطمعته بالسلطة /الملك أخيراً...ولكنه أبى،وظل بذكرها بأولاده الجياع فها هو يقول في المقطع 63:/ما دمت سائحاً في الأرض /فسوف لا أسيء إلى أحد/ولن أفقد محبة الله/لقاء سعادة يوم في الدنيا/...ويمضي الحوار ساخناً فيه ما يسيل لعاب زمبيل فروش ولكن إرادته وقناعته بما انطلق لأجله تحدانه لعدم الانسياق وراء غرائزه ،لتراكم خاتون فشلها فوق فشل أبيه الملك سابقاً...أفلا يذكرنا هذا في خطوطه العريضة بقصة جلجامش ووقوع عشتار في حبه بعد عودته وصديقه أنكيدو من معركتهما الظافرة مع الوحش "خمبابا" قاذف النار .فيغسل شعره المسترسل ويرتدي أبهى حلله، فتهوى رجولته وتعرض نفسها عليه :/هبني ثمرتك هدية /وكن زوجي،ولأكن زوجتك/فأطهم لك عربة من اللازورد والذهب/.وعندما أهانها جلجامش
انتقمت منه بإنزال عقوبة الموت بأنكيدو...فهام جلجامش_خوفا من بطشها _في البراري بحثا عن الخلود/فالمرأة التي تغرر بالرجال وتغويهم بشكل يصرفهم عن القيام بواجباتهم العامة أو بمساعيهم الحياتية العادية...تصبح خطراً يجب التنبه لها ومقاومة الوقوع في شباكها..."15"أم لعلها_أي خاتون_ تجسد الآلهة اليونانية/آتيه/ إلهة العاطفة الهوجاء والهوى الأعمى التي كانت توقع بالرجال في الإثم...
ولنعد إلى زمبيل فروش ،فعندما ضاقت به الحجج فكر بالحيلة...استأذن منها بالصعود إلى سطح القلعة لقضاء حاجة وقفز صوب الأرض لتلتقطه الملائكة "وتوجه إلى البيت مغموماً بيدين فارغتين ..ليفاجأ عند وصوله بتوفير طعام لذيذ.وكم دهش عندما علم بأن الأمير "زوج خاتون"قد مر بقرب الكوخ ووهب أطفاله الطعام_فالآلهة تفرج عن كربة من يبتعد عن المعاصي وتطعم جياعه...ويذهب الأمير _زوج خاتون_إلى أبعد من ذلك لشدة تأثره بزمبيل فروش وما يعانيه وزوجته وأطفاله فيبدي رغبته برعايته وهذا ما تبغيه خاتون أيضاً
فيأمر ببناء قصر له بجانب قصره وتستمر خاتون في مناوراتها محاولة نيل الوصال منه وغوايته إشباعا لغرائزها ولكنها تفشل ...هنا يطرح أكثر من سؤال:ترى لو لم تكن حياة نمط الأب ومعتقداته هي السبب في تمرد زمبيل فروش فلما هجر القصر الملكي إلى شظف العيش؟وما هو السبب الذي دعاه إلى قبول حياة القصور من جديد والتقرب من الأمير متطفلاً بعد أن كان في قصور والده مالكاً؟ولم يرضى حتى بالجلوس على العرش بشكله القديم خصوصا وهو يدرك ما تصبو إليه خاتون زوجة الأمير ومحاولاتها المتكررة للظفر به واتخاذه عشيقاً حتى ولو تحت التهديد؟...يبدو من خلال سطور الملحمة بأنه كان يحيا حياة مشاعية في أسرة والده وكان والده يمثل السلطة /المعتقد فكان تمرده على والده ونمط الحياة السائد فنزع نحو ممارسة عمله /حرفته ملغيا_متمردا على الشكل السائد فهاجر إلى بقعة أخرى وإن كانت تتبع لسلطان والده فعاش منعزلاً معتمداً على نفسه ..ورغم غضب الأب /الملك الشديد وتهديده كما في المقطعين "34_35":/صرخ في وجه ابنه /وتحدث معه غاضباً/معاتبا ثم راح يسبه/..ويقول الأب :/أقسم بالله//لن أعطيك زوجتك وأولادك/ولن أسمح ان تأخذهم إلى الغربة /وتركهم تحت رحمة الجوع والمرض /...وتفشل تهديداته في ثني زمبيل عن عزمه فتتدخل قوى أخرى حلبة الصراع متجسدة ب"خاتون الغاوية "التي تحاول إسقاطه في الرذيلة وإرجاعه ذليلاً إلى أرضيته الأولى ...ومع فشلها ترجع المرأة إلى موقعها الذي حدد لها في الحياة الأسرية وتصبح زوجة زمبيل فروش النموذج المقتدي للمرأة المطيعة لزوجها المحترمة لبيتها المربية لأطفالها .
ويبدو من خلال نموذج خاني لهذه الملحمة :أن تغير النمط الاقتصادي /شكل الإنتاج/قد انعكس في الحياة الاجتماعية ..وكما مر سابقا من أهمية للحرف المؤثرة على الوضع العام للجماعة من مكانة مقدسة فلا غرو باعتقادي إن يجسد زمبيل فروش ك"لاوك"للحرفة وقد خاض الصراع مع النمط القديم الذي انطلق منه ليبدو ضعيفا ملتجأ نحو الأطراف ومع الوقت يزداد مريدوه مما يؤدي بالسائد الأرضي مجسدا ببناء فوقي أيضاً الأمير "زوج خاتون بعد اقتناعه به إلى أن يبني له قصراً..ولكن ألا تذكرنا هذه بقصص الآلهة في المجتمعات الجديدة اللاحقة تاريخيا والمرتبطة نشوئها _أي الآلهة _اجتماعياً بالتحول الشكلي الاقتصادي والتي تأخذ مسارها الآلهة الجديدة بجانب القديمة وتترسخ شيئاً فشيئاً مع سيادة نمطها وبنيتها التحتية لتأخذ مكانة القديم وربما تلغيه بعد زمن أوترميه في مجمع الآلهة الشريرة ؟خصوصا ومعظم الأساطير توضح-كما في هذه الملحمة _إن الآلهة إنما تولد في أسر الآلهة ومعظم الملوك إنما يؤلهون في حياتهم أو بعد موتهم ..ومن يدري قد تكون هذه الصفة _أي صنع و بيع السلال _قد ألصقت بالأمير بدلاً من لقب _الإله _ نتيجة للمؤثرات الدينية المتتالية خصوصا منها الإسلامية.ولا نعجب أن يستدعى زمبيل فروش إلى مقر والده ،الملك معززاً مكرما بعد أن أثبت جدارته وقوة إرادته في التصدي لاغواءات المرأة الغاوية ويستلم زمام الأمور في عاصمة أبيه _وفي حياة الأب_ فكم من إله شرُد في مسقط رأسه وهام في الدنيا تعترضه الملمات ليعود إليها أخيرا فتشاد له المعابد فيعتلي سدة الحكم /المعبد كما هرقل في الأسطورة الرومانية الذي جاب العالم مشرداً يقول هيرا كليس اليوناني :/...والناس لهم مصائر غامضة إلا النفوس التي مارست الزهد والقناعة ،وسمت التوراتية والنار ،وتغدو نفوس أبطال وآلهة /"16"فالبطل /في الأساطير إنسان من أصل الهي فهو ابن إله أوالهة وهو بالتالي يتلقى نوعاً من الرعاية والحماية الخاصتين ويصبح له على الأشخاص والحوادث تأثير قوي بحيث تظهر عليه خصائص نادرة كالشجاعة والعبقرية والإتيان بالخوارق والأفاعيل التي يعجز عنها البشر ..ويستحق بعد موته التمجيد والعبادة التي تقربه من مصاف الآلهة ...وقد انضج الشعر الملحمي مفهوم البطل ..وأصبح من عادة الأسر الملكية ..أن تنتسب لأحد الأبطال وعن طريقه إلى أحد الآلهة/"17"...ويقول أرسطو /...والبشر كما يسوون من باب المماثلة بين صورهم وصور الآلهة يسوون كذلك بين عيشهم وعيش الآلهة ...وللآلهة كامل صفات البشر من انحراف ..وطن..تنفس..غضب..حب...كبرياء...بغض..."18"...ويبدو أيضاً من نموذج خاني بأنه قد تطرق إلى واحدة من_مغامرات لاوك_وتحدياته المتعددة...ولا بد هنا التنويه على كثرة ذكر رحلات الصيد وما تعنيه تلك الرحلات في السياق التاريخي لهذه الملحمة.
فلنلاحظ المقطع99/مضى شهر آذار ،وأقبل شهر نيسان،شهر الفرح واللهو /دعا الأمير الشجعان من رجاله /وتوجهوا إلى رحلة الصيد /...وتختم القصيدة بعودة الأمير :و...مرة أصبح بائع السلال حاكماً/عادلا وذكيا/لم يسمح بالظلم والعنف وكان /في الليل متعبداً وفي النهار حاكماً/.../حكم زمبيل فروش بجدارة /وخدم الشعب بأمان /فالموت لا يرحم أحداً/ونهاية الجميع يوم القيامة /...ولزمبيل فروش كهف معروف باسمه/شكفتا زمبيل فروش/في جبل قرب قرية "شكر خاجي"بمنطقة ديريك ولا يخفى على أي مهتم بأن الهيكل أو ما أصبح يعرف بالمعبد فيما بعد كان كهفا أو مغارة أعتقد القدماء بأن الإله إنما ولد فيها أو ربما سكنها ..وما ذكر القصور ومظاهر النعمة إلا من الإضافات اللاحقة عليها ...بقي أن أذكر أن قره جوخ _الجبل_يحتوي على مرقد /مزارات ل"لاوكي/رهواني"/راواني"الذي اكتسب في المدلول الشعبي اللاحق _إلى الآن _صفة ولي من أولياء الله"19"
2- النموذج الثاني :
يكاد يكون واضحا في اقترابه من الذهنية الأسطورية –الأنشودة الابتهالية ،وتتوضح فيها بعضاً من المؤثرات
الإسلامية اللاحقة :فهي تختلف عن الأولى فزمبيل فروش هو من العامة وهو مهني ماهر في صنع السلال يبيعها في المدينة ويطعم بثمنها زوجته و أولاده السبعة ...تلمحه الأميرة فتعشقه وتستدرجه إلى القصر بواسطة خادمها وتحاول إغوائه فيصدها متمسكا بإرادته القوية وبجوع أطفاله ...وفي المناجاة يرد أسماء شخصيات واردة في كتب الأديان السماوية " مثل يوسف وأيوب وإدريس ...ولخجل زمبيل فروش تظاهر للأميرة بأنه قد استسلم فتوعز إلى جواريها الأربعين "20"-بعد أن أفشت لهن بحبها وولعها الشديدين –ببدء طقوس الطرب والإغواء "ألا يذكرنا هذا بطقوس الجنس المقدسة وحفلاتها في الهياكل والمعابد قديماً".إلا أنه يتوسل للأميرة أن يخرج إلى سطح القلعة لقضاء حاجة ...ويناجي الآلهة ...وقد وردت كلمة الآلهة صريحة في النص عندما رد على زوجته قائلاً في المقطع 32:
/كنت عند الأمير في القصر /فأخذ سلالي بالقوة/فلتحاربه الآلهة/....لتعود المؤثرات الإسلامية إلى الظهور فيذكر الإله بقدرته فكيف إنه آذر يوسف وأيوب ونوحاً ويونس فلما لا ينقذه لتتوضع بقوة في المقطع 29 :/بأمر الله//جبرائيل بشير الخير/ألق على الأرض بعبدي /ولا تؤلم أي عضو من جسمه /وهكذا أنزل على الأرض بسلام"ألا يحق لنا المقارنة بين هذا الحدث –بخطوطه العريضة –وقصة إبراهيم والنار /يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ؟/"فتستقبله زوجته آلي "يلاحظ مدى تقارب الاسم من إيلم.ذاك المجهول لنا حتى الآن –والذي لا يزال قسمٌ كبيرٌ من الكرد في سوريا وتركيا يقسمون به في أشد وأغلظ الإيمان لهم" بالعتاب مستفسرة عن الأكل والخبز ...وتظل الأميرة تلاحقه إلى حيث كوخه وتندس في فراشه بعد تغيب زوجته ولكنها تنسى أن تخلع خلخال القدم "..وتظل تلاحقه ..في المدينة الغريبة يوزع الماء على البيوت "نرى هنا –أيضاً-الماء وضروراته للحياة والخصوبة "/و:/ذهبي حمل العصا يتدلى منه دلوان /فتلتقي به الأميرة بعد ملاحقة طويلة عند النبع /..وهنا أيضاً"
رمز يعيد إلى الأذهان بدايات الاستقرار الإنساني الأول الذي استقر عند الينابيع والأنهار "..وتذهب الملحمة هنا بزمبيل فروش نحو الانهيار أمام عشق الأميرة واستماتتها للحصول منه على قبلة ،فيرضخ لها ليقع الاثنان ميتين يفصل بينهما نبع المياه والمقطع 40 يوضح الصورة أكثر :\أتى هنا الناس ورأوا العاشقين سرا ، و شيدوا قبة على قبرهما \وبقي النبع شاهدا على حبهما \ ... فهل هي قبة أم معبد ؟ هذا ما يجب أن نبحث فيه ... والسؤال هنا : كيف أضحيا عاشقين وقد فر منها كل هذا الفرار ؟... وإن موتهما هو رمز
و تعبير على أن من يقع في المعصية فإنه سيضيع ويخسر كل شيء مثلما حصل مع أنكيدو في ملحمة جلجامش الذي استجاب لإغراءات الغانية عند النبع وبعدها فرت منه جميع الحيوانات التي رضع منها وعاش معها جل حياته حيث توضح له الغانية سبب فرار الحيوانات منه بتغبير رائحة جسده .. ألا يقارب هذا الرمز الموت أيضا ؟ ...
وقبل الانتقال إلى النموذج الثالث لا بد-باعتقادي –من توضيح مسألة مهمة تقاطعت في النموذجين على شكلين مختلفين تتركز حول العدد "7"ولكنها تحوي مدلولات رمزية واضحة ..ففي قصيدة خاني في المقطع 13 صفحة 9:/تقول زوجته ،يا عزيزي /أبعد الرعب والخوف عن قلبك /إن أباك حاكم على سبع إمارات //ومالك الخزائن والجيوش /..وفي النموذج الثاني المقطع 31 صفحة 59:/عاد فروش إلى البيت /استقبلته "آلي "زوجته باللوم والعتاب وسألته :/هل جلبت الأكل لأطفالنا السبعة ؟/وهل جئت بالخبز؟/من خلال قراءة تلك السطور يبدو الاتجاه الصريح الذي أومأ إليه خاني في نصه بينما اتجه النموذج الثاني –بل حافظ-على نسقه الترميزي...ف"ايلي"أم الأطفال السبعة تعيد إلى الأذهان صورة الأرض –الأم وبمقارنة لفظية –لغوية لمعنى كلمة "ايلي"توضح ما أرنو التصريح به فهي تعني "البقعة من الأرض الخاصة بمنطقة العشيرة/المخيم "وهو ما قصده بالتوضيح خاني حينما حدد المركز بالمملكة تتبعها سبعة إمارات ،ومن هنا يبنى الاعتقاد السابق ذكره ف"ايلي"الأم/الأرض اتبعت إيلم "الذي يعني "خاصية الآخر،العلوي ومن خلال الترابط بينهما ولسوء الإدارة والتصرف فقد ساد الجوع والظلم واستدعت الأمور العمل على التغيير لتحقيق المساواة والعدل ..وما يجدر ذكره الرقم"7"دخل الفكر الأسطوري لثقافات معظم الشعوب ومنها الأساطير والحكايات الشعبية الكردية .. وكذلك الرقم اربعين ومدلولاته الأسطورية المتعددة ..............................................................................................................................
3- النموذج الثالث :
تتقاطع الرؤيا / القصيدة في تفصيلاتها مع الأخريات فزمبيل فروش هو :
أ-إنسان عادي "من العامة "-ب-لا تتمكن الأميرة من إغوائه فتودعه السجن لعدة أيام ويهرب فتعيده الأميرة إلى القصر –ج-تتمكن من إغوائه أخيراً وتتخذه عشيقاً لها –د- يسمع الأمير بقصة زوجته مع زمبيل فروش فيودعه السجن ويحاول قتله فيقتل هو ويفر زمبيل فروش مع بقية الأسرى ..يلاحظ هنا أن قوى الشر –الغواية قد انتصرت في بعض لحظاتها ليقع زمبيل فروش في المعصية ويستمتع بمفاتن الأميرة التي تخص غيره وكأنه بذلك يرمز إلى تفسخ البناء الاجتماعي من خلال تفسخ العلاقة الأسرية ليزال بذلك البناء الفوقي من خلال مقتل الأمير وفرار زمبيل فروش أيضا .ويبدو أن هذا النص قد ردد وأنشد في فترة متأخرة من عصر القوة لزمبيل فروش حيث تباعدت أهميته الاجتماعية /الاقتصادية فيبدو الخلل واضحاً بفراره ليحل محله واقع مجهول لم ترصده القصيدة "قد أحدده-شخصياً-بعقيدة جديدة "لذا تم الحط من إرادته وصلابته في مقاومة إغواءات الأميرة فينساق معها في مغامرات عاطفية ...ومع هذا لم يتمكن مرتلو هذا النسق من تهميش شخصيته وتشويهه إلى النهاية ..فزمبيل فروش إنما رضخ لإغواءات الأميرة هكذا خوفاً وإلا لكان أمسك بزمام الأمور وربما تزوج خاتون وأصبح أميرا غير أنه آثر مغادرة الديار ورحل ليحل محله آخر ...
إن موضوع الآلهة الأنثى موضوع قديم جدا وهو موجود في فكرة الأرض –الأم ..أنها تجسيد للطبيعة وسر دورة الحياة من الولادة حتى الموت وقد انبثق منها آلهة متعددة في أساطير مختلفة من الجانب الجنسي –الخصبوي –الأمومي –إلى الجنائزي والحي كما/...افروديتي مثلاً في الأساطير اليونانية والتي تمثل دور فعل الحب ،فقد كانت الملهمة لبعض أكثر الحفلات عربدةً في العالم اليوناني لذا فأنها ...تمثل استجابة غريزية أو بدائية أساسية للأرضية الجنسية-الخصبة لما هو أنثوي ...إن افر وديتي ...تمثل جوانب عديدة من المؤنث...بصفتها إلهة الحب وكانت تعمل على مايبدو على مستويين ...روحي وصوفي ..شهواني وجسدي ...افروديتي..نموذج لفكرة أكثر جلاء وذات طابع إنساني أكبر من الموضوع الأنثوي الذي تسميه الحب ..لأنه يمكن لأفروديتي ألا تشير إلى مبدأ الخصوبة العام واللاشخصي في الطبيعة وكانت أيضاً...الجاذبية التي تمتلكها امرأة معينة في حياة رجل معين /"21"
وقد أكون بهذا المقتطف عن افروديتي قد وضحت موقع المرأة في النماذج المذكورة أعلاها بأوجهها المختلفة ...
-كلمة أخيرة إن إجراء مقارنة بسيطة بين النماذج الثلاثة يوضح أن \\ قصيدة الشاعر خاني تكاد تكون قريبة إلى الواقع الإنساني الذي-باعتقادي- قد فرضه الشاعر على الملحمة الأسطورية .حيث التسلسل والترابط في الملحمة وحسب إحداثها –متماسكة ..أما النصوص الأخرى فرغم التباعد الزمني –على ما يبدو –من الإنشاء الأولي إلا أنها استطاعت الحفاظ على نسقها الملحمي رغم إن المؤثرات المتتالية قد أثرت فيها وتمازجت معها .ولا يهمش هنا دور التحريض والإضافات التي تمت وتتم عليها ..ومع كل التقدير لجهود الدكتور عبدو النجاري في هذه الترجمة –أقول- ليته ابتعد في ترجمته عن الصياغة الحرفية وحاول نقل-ولو جزء بسيط من جرس وموسيقى الملحمة إلى ترجمته لكانت أفلحت أكثر في جذب انتباه القارئ –بالعربية-إلى روعة هذه الملحمة ،هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ألومه كثيراً في اعتباره مولد ونشأة هذه الملحمة في القرون الوسطى دون أن يتعب نفسه قليلاً في التعمق بين سطورها .فكلمة"لاوك"وحدها والمتكررة كلقب سابق لزمبيل فروش تكفي لإرجاعه إلى ما يمكن تسميته ب"مجمع لاوك".على غرار "رهواني"متيني...غريب..."وقد تكون إحدى المجريات مع أي منهم ..وفي كل الأحوال هذه وجهة نظر مطروحة للنقاش وأجد لزماً عليّ التأكيد في النهاية مجددا بأنني لم أطلع على النصوص الكتابية في لغتها الأصلية ..وإنما اعتمدت إضافة إلى الترجمة –على عدة نماذج شفهية مغناة.
الهوامش والمراجع :
* _ هذه الدراسة المتواضعة / وجهة النظر ..كتبتها عام 1994 ..في سجن عدرا المركزي ...وقد نشرتها في مجلة الحوار الصادرة باللغة العربية بالقامشلي .. العدد / 15 / سنة 1997 ..وبتصوري ..انها مادة تستاهل النقاش ..علما بأنها نشرت وكعدة مواد لي تحت الآسم المستعار / فرياد بوطاني / للأسباب الأمنية آنذاك ..



1-اعتمدت في هذه الدراسة على ترجمة د.محمد عبدو النجاري في كتيبه-ملحمة بائع السلال "زمبيل فروش"مطبعة الكاتب-دمشق-1985
2-نقلا من مجلة فنون-العدد100-تاريخ28-6-1993 مقالة د.غسان السيد
3-"ملامح ميثولوجية –وجهة نظر في جوانب من الذهنية التراثية الأسطورية الكردية"مطروحة من قبلي للنقاش منشورة في العدد /14 / من مجلة الحوار .. مصدر سبق ذكره .....
4-معجم الأساطير اليونانية والرومانية-إعداد سهيل عثمان وعبد الرزاق الأصفر-وزارة الثقافة-دمشق1982
5-مشروع رؤية جديدة"د.طيب تيزيني الجزء الثاني صفحة273
6-الأسطورة اليونانية-الأب فؤاد جرجي بربارة-صفحة7.
7-لمزيد من الاطلاع حول هذا الموضوع-انظر إلى موجز تاريخ البشرية –أرنولد توبيني وخصوصاً الجزء الأول –ترجمة د.نقولا زيادة-الأهلية للنشر والتوزيع بيروت 1986
8-الموسيقى تاريخ وأثر-على القيم-
9- ألا تسبق ظاهرة هذا"لاوك"ما يتبعه العالم المعاصر في اتخاذ نصب الجندي المجهول على مستوى الدول وما يفعله القادة والزعماء في زيارة ذاك النصب الضريح في الأعياد والمناسبات ..
10-.....
11- بدايات الثقافة الإنسانية –في أصل الأشياء-يوليوس ليبس-ترجمة كامل إسماعيل –من سلسلة دراسات فكرية/5/وزارة الثقافة –دمشق 1988 صفحة 99-112.
12-استفسرت كثيرا من بعض المهتمين والمطلعين على آثار خاني – رغم إقراري و اعتمادي على النص المترجم – ولم يسعفني الحظ بالعثور على نصيب له بهذا الاسم .. بل لقد أبدى بعضهم الاستغراب من وجود نص بهذا الاسم للشاعر خاني .... وانما يوعز اولئك المختصين قصة يوسف وزليخا للشاعر خاني على أنها هي نفسها زمبيل فروش ...........
13- الأسطورة اليونانية .. مصدر سابق وكذلك معجم الأساطير اليونانية و الرومانية .. مصدر سابق.
14-يختلف الرواة والمغنون في تحديد منطقة زمبيل فروش فمنهم من يعتبره من آمد ميافارقين و آخرون من بوطان و بعضهم من ماردين وإن كنت اعتقد بأن المغني هو واحد ولكن الملفت للنظر أن يعتبر – أحيانا "لاوكي أباسي" و "اباسا" أو كما يعرف حاليا ب/عباسا/ هي عشيرة تقطن في الجزيرة السورية و التركية في منطقة "آليا"وفي مركزها مقر /جبل "ايلم" و في محيطها قرية "شكر حاجي" الموجودة فيها "شكفتا زمبيل فروش" ...وهنا للمقارنة لابد من ذكر كاواي هسنكر و عشيرة هسنا المنتشرة في "دشتاهسنا" ...
15-نقلا عن مجلة فنون –العدد 100 – مصدر سابق ذكره .
16-الأسطورة اليونانية مصدر سابق ذكره صفحة 30 .
17-معجم الأساطير اليونانية و الرومانية صفحة 180 .
18- الأسطورة اليونانية..مصدر سابق صفحة 60
19-كان العلماء المسلمون عندما يقومون بترجمة أثر من الآثار اليونانية-الرومانية/مثلا/يعتبرون الآلهة رجالا صالحين نافعين للبشرية وقد رفعهم الله مكانا عاليا في حياتهم و مماتهم حيث انسجموا مع بعض المدارس التأويلية التي تفسر الأساطير تاريخيا- إنسانيا فيرفعون الأشخاص إلى مرتبة الملائكة مما يدل على تأثرهم بالتصوف العقلي المستفيد من الدين و الأفلاطونية المحدثة كما فعل الطبيب ابن أبي أصيبعة طبيب صلاح الدين الأيوبي صاخب كتاب (عيون الأنباء في طبقة الإخبار) في ترجمته لإله الطب (سكولاب) حيث رفعه إلى درجة الملائكة ... وكما فعل الشاعر خاني في إعادته لصياغة مم وزين و زمبيل فروش حيث أزال منهما كل وثنية واستعاض عنها بالروح التصوفية.. و الآلهة بالملائكة...
20- ألا يذكرنا هذا الرقم بظاهرة أربعين الموتى و خصوصا في المسيحية- و التي ترمز إلى فكرة التفسخ النهائي للجسد ومن ثم انتقال الروح إلى ملكوت السماء؟ .. فخاتون وكأني بها تؤشر لجواريها لبدء طقوس الإغواء لتهيم بزمبيل في نهر غواياتها .
21- الفن والشعر الإبداعي – غراهام كوليير _ ترجمة د.منير صلاحي الأصبحي _ وزارة الثقافة دمشق 1983
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abasa.ahlamontada.com
 
وجهة نظر حول ملحمة زمبيل فروش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» زمبيل فروش ... وليد حاج عبد القادر
» وجهة نظر في جوانب من الذهنية التراثية الأسطورية الكردية ... وليد حاج عبد القادر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات آباسا :: المنتدى الثقافي :: مقالات-
انتقل الى: