memê abasî الإدارة
تاريخ التسجيل : 07/07/2009
عدد المساهمات : 561
| موضوع: هلان روباري : ياسمين يعانق مدينتنا - قصة قصيرة الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 5:47 pm | |
| قصة قصيرة هلان روباري
ياسمين يعانق مدينتنا
ساعة الحائط تدق معلنة انتصاف الليل , جميع سكان البيت خلدوا للنوم، إلا هي بقيت مستيقظة كعادتها تتأمل فراشها البارد، بعد أن فشلت محاولاتها بالنوم انسلت بخفة من سريرها الخالي لتجلس في تلك الزاوية المعتمة من الغرفة. جلست القرفصاء في غرفتها الشاحبة، الخافتة الإضاءة، طوت ساقيها تحتها بشكل مائل ثم فتحت أبواب السنين تستعرض حياتها المليئة باليأس والخيبة، وذرات بخيلة من الفرح ومواسم جفاف، وأشياء أخرى مهملة. ضمت كفيها ثم رفعت رأسها للسماء تتنهد، أمنيات كثيرة تتردد في سرها، لربما كانت تطلب عوناً من السماء! قطار العمر قد مضى سريعاً، والسنون هرولت ونزل كل في محطته إلا هي بقيت وحيدة تنتظر رجلاًً أي رجل ليمحو برودة ورتابة أيامها. على أصابع قدميها الحافيتتين توجهت إلى منتصف الغرفة حيث مرآتها التي باتت تخشاها كلما طالعت وجهها فيها، الليلة وقفت على عتبة الثلاثيين وطمست قدميها في بحر العنوسة، اليوم شيعت آخر حلم لها بالزواج، وأجهضت الحياة أملها في أن تصبح زوجة أو أماً. أخذت تقترب من مرآتها أكثر فأكثر، حتى لم يتبقى إلا بضع مليمترات تفصل بين أنفها والمرأة، وكأنها تريد التحقق من عدم وجود لافتة كتب عليها (عانس). أمعنت النظر فلم تجد سوى تجاعيد تملأ وجهها الخالي من أية زينة، وخيوط من الشيب تبدو واضحة على شعرها، وحلم يشيخ ويلفظ أنفاسه الأخيرة. الوضع مختلف بالنسبة لإمراءة مهدورة الأحلام! كل إشارة تعني شيء مختلف، فحسها العالي وحساسيتها المفرطة سيقضيان عليها. لم تعد تقوى على تحمل نظرات الناس مقاراناتهم استفساراتهم.. واسئلتهم بل اتهاماتهم!؟ وكأنها كائن نفذ صلاحيته!. فهل ينتظرون متى تذبل الياسمينة ويتلاشى عطرها؟ كلما طرق الباب أو رن جرس الهاتف كانت دقات قلبها كطبول حرب مجنونة، تتسائل هل ياترى هو الأمل المفقود الذي سيخمد البركان المتقد في جوفها؟ الظلام بدء يتلاشى ...ضوء خجول من وراء الستائر الثقيلة يظهر بهدوء ورقة، تتسلل خيوطه على جسدها الذي تمكن منه النوم، فتوسد الارض دونما غطاء واضعاً كل الأبوب خلفه. عقارب الساعة تدور من جديد نهار يأتي وآخر يذهب ........ وأخيراً أصرت على منح نفسها دقائق أكثر من المعتاد أمام مرآتها، إلا أنها تبدو مختلفة تماماً، فالليلة سقط الحزن مغشياً عليه بعد أن تعمدت إلقاء ماضيها هناك مع المهملات و تحدد موعدها مع الحلم الذي طال انتظاره، طريق الحب السعادة والفرح مفتوح أمامها على مصرعيه، لتحلق فيه وتبني عشها المليئ بالدفء والحنان وهاهي تبدو حمامة سلام، بثوبها الأبيض وطرحتها التي غطت رأسها وكتفيها.
عدل سابقا من قبل memê abasî في الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:59 am عدل 1 مرات | |
|
ahmad الأعضاء المميزون
تاريخ التسجيل : 19/10/2009
عدد المساهمات : 329
| موضوع: رد: هلان روباري : ياسمين يعانق مدينتنا - قصة قصيرة الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 9:54 pm | |
| | |
|