منتديات آباسا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني  ...  إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار Home10الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني ... إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
memê abasî
الإدارة
الإدارة
avatar


ذكر

تاريخ التسجيل : 07/07/2009

عدد المساهمات : 561


في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني  ...  إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار Empty
مُساهمةموضوع: في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني ... إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار   في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني  ...  إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 12, 2009 8:30 am



في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني

إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار


وليد حاج عبد القادر


غيمة سوداء داكنة تغطي الأفق .... لمعان برق خافت ما يلبث هديره أن يشتد بقوة كلما دنوت من عين ديوار و بوطان ... شتلات العشب تتمايل متموجة مع شدة الريح تؤذن بمطر قوي ...... لحظات فاذا السماء كتلة متوهجة ما أن تنطلق الشرارة الفضية فوق ( مزري ) حتى ترى صهباً حمراء تغطي ( قسر ديب ) .... زهيرات الاقحوان و ( كوليلكي بنيشاني ) المتشامخة أصيبعات فوق الأرض تتمايل كرقصة الكوجرية و هي تعتصر ثدي الماعز تحلبها ... زمجرير قوي ... رعد أصابع الجانب الآخر من دجلة و كأنه صاروخ اصطدم بالأرض ... احتمينا بشجرة اللوز الوحيدة الصامدة بعنفوان و أوراقها لما تزل طرية ... وحيدة فوق هذه التلة .... عالية أغصانها حتى تكاد أن ترى من فوقها ( برجا بلك ) و ( برا بافت ) .... الله ما ألذك أيتها اللوزة الطرية المتساقطة بلا إرادة ... كم هو صعب سلخ الشيء ... أي شيء من جذوره ... كريمات العنب المتلاصقة بالأرض المحفورة لتوها , بدأت الزغب ( ترحك ) تنمو عليها بخجل .... حمار نهق بصوت مقرف و دوى رعد قوي فجفلنا جميعاً ليقفز الخروف الصغير من بين أيدينا هلعاً و كل أمله أن ينجو بجلده من وليمتنا بعد سلخه ... توجه صوب الأكمة و الوديان ... مسكين خروفنا ... فر من المطر إلى تحت المزراب ... طلقات رشاش من الجانب الآخر حولته إلى كتلة معجونة من اللحم و الدماء !!!!

إنهمر المطر بغزارة و بدت فقاعات الماء تتراقص .. برق و رعد .. رعد وبرق .. هرعنا مسرعين صوب شجرة التوت المترامية الأطراف .. قف .. عندك .. دونك .. لن تقتربوا من شجرتي .. آطاش .. نحن لسنا بغرب , نحن من عين ديوار .. أتظنوني مجنوناً ؟ لا أعرفكم !! .. لوح بعصاه الغليظة صوبنا .. هيا .. هيا .. ناداه أخي الصغير ( خالي آطاش ) ألا تعرفنا ؟ !! توقف .. تأمل في وجهه و بفراسته المعروفة رغم ادعاء الجميع بأنه مجنون .. ها ها .. عرفتك .. ألست إبن ( ... ) هيا هيا تعالوا يا صغاري .. و لكن حذاري من لمس أوراقي .. اشتد الريح .. و معها تساقطت عدة وريقات كانت لا تزال محتمية بالأغصان المتشعبة في تحديها للزمن و لكن !! أنى لأي مخلوق أن يلمسها .. و مصير هذه الوريقات كيس من الخيش و طحن فهرس بالكفين العملاقتين .. انظروا أن نكهتها ألذ من ( تتنا خورسي ) , أينما ذهب فتحت باطه شدة من ورق الأكياس الداكنة اللون يلتقطها من هنا و هناك , أما أكله و شربه فبما يجود عليه أهل القرية .. خالي آطاش : منذ متى و أنت تعيشتحت هذه الشجرة , لما لا تبني غرفة صغيرة .. أنت مجنون ؟؟!! أجابني .. و لما أبني .. ألا تراهم ( ملوحاً بعصاه صوب المحرس التركي المواجه للشجرة ) أنهم يقضمون الأرض قضماً .. أترى ( مؤشراً باتجاه بازبدي في بوطان ) تلك الشجرة .. آخ .. لقد قضيت تحتها جل شبابي .. آه .. لقد كانت مرتعاً حلواً لعارف جزيري و صحبه و دندن .. ( هري كولي جيا حمي دبيجن أم جيانا ) ... الأرزال ( متمتماً ) لقد قضموها .. فانتقلت إلى ( كانيا جهيا ) أيضاً ابتلعوها ... خطوة ... خطوة .. فاوصلوني إلى هنا , مدندناً ( فاطم كولا تحتكا ) ... تقلد عصاه كما السلاح , وجهها صوب المحرس التركي مقلداً صوت الطلقات ( تك تك تك تك ) لو أن لدي ما لدي لأعطيته درساً هؤلاء الروميين و لكن !! ( بحسرة ) العين بصيرة و اليد قصيرة .. و الزواج ؟ بادرته .. أيها المتفلسف المجنون .. و الله لولا حيائي من أبيك لحطمت هذه العصا فوق رأسك .. أتقصد مثل الأبالسة ( قموديني ) .. بالله عليك أليست ( قمو ) مجنونة ؟؟ !! .. و يا ليتني لم أسأله .. صراخ و عويل نسائي , زمجر بجنون .. مجنون ابن المجنونة .. اذهب إلى جنيتك في ( كانيا ريلك ) و عش معها .. أماتك الله على يد الروم المناحيس .. مسكينة قمو كالبدر كان جمالها .. تاهت قليلاً في بساتين عين ديوار ليلتقطها فوج من الذئاب البشرية الرمادية .. تناوبوا عليها بوحشية لثلاثة أيام بلياليها و تركوها تنزف و تئن تحت شجرة ستظل شاهدة ناطقة على همجيتهم و في جولته التعدادية مساءً صادفها آطاش بأنينها الخافت فدثرها بمعطفه و جرجرها صوب القرية .. مسكينة قمو لا تردوا عليها .. قالها آطاش .. أنا الوحيد الذي يعرف حجم مأساتها .. أولاد الكلب لا يكفيهم قضم الأرض فينهشون بالبشر .. آخ .. لو كان عندي ما أتمناه ؟ ! .. آخ .. بسّط قطعة ورقية صفراء , مدّ عليها ورق التوت المفتت , لفها و بولاعته أشعلها ... أوف .. أوف .. و للآن لا أدري إن كان لها طعم أو نكهة !! ....هدأ المطر قليلاً ... خرج شرطي من المخفر صوب الشجرة ... مسكينة قمو ... ولولت .. صرخت .. هاجت و ماجت .. ركضت باتجاهات متعددة .. تريد أن تحتمي بأي شيء , صخرة .. جدار .. منزل .. النجدة !! النجدة !! .. ها قد جاء الروم ... جاء الروم !! .. صوب آطاش عصاه نحو الشرطي ... ( تك تك تك تك ) لا تخافي .. لا تخافي قمو أنا هنا .. لا تخافي !! لست وحدك الآن !! و لكن هيهات ؟ ! .. و يبدو أن الشرطي قد اعتاد و هذه التصرفات ( شلة مجانين ) قالها بصوت مسموع و رجع إلى مخفره ...

توقف المطر و انقشع الغيم شيئاً فشيئاً و بدت شعاعات الشمس تتساقط بخجل على ( حب الحوا و قسر ديب ) .. و امتطى قوس القزح سطح دجلة بشكل نصف دائري ... نطت سمكة جور كبيرة قافزة في الأعلى لتغوص من جديد .... انشق الماء إلى كتلتين و صدىً لهدير قوي .. يا الهي ما هذا ... قالها آطاش .. هيا هيا إلى بيوتكم !! يبدو أن حرب الانكشارية قد بدأت من جديد .. إلى بيوتكم يا أطفال , فهم حين لا يصادفون الرجال لا يوفرون حتى الأطفال !! ... و أنا عليّ الذهاب لأتفقد مملكتي ف أولاد ( .... ) لن يتركوها ؟ !! .. صوت جرافة يأتي من بعيد .. و قطيرا الماء تنهمر في جداول متشعبة صغيرة و العشب ما زال طرياً و إن بدا عليه الطول و بعضها طرح سنابله ... و أوراق النوفل تتمايل باخضرار زاه , و إن تفتق بعضه زهراً بنفسجياً و قطرات المطر الممتزجة برحيق الندى , تنهمر بهدوء لتلامس الأرض الرطبة ... هيا جميعاً ... قالها أحدنا ... لنبحث عن حظنا ... عن شتلة نوفل بوريقاتها الأربعة ... و الأخت الصغيرة و قد شدت بيديها حزمة من ( كزليلكي نيشاني ) تقطع وريقاتها البيض واحدة تلو الأخرى .. جنت ... جهنمة ... جنت ... جهمنة ... و تأبى ( كوليلكا نيشاني ) إلا أن تطرح جهنم بورقتها الأخيرة نكاية بالنرجس المتتدة بسيقانها و الزكية بروائحها ... وجدتها .. صاح الصغير - راوان ... لقد حصلت على نوفلة بأربعة وريقات ... صحيح .. غير صحيح .. إلتم الجميع حوله .. مسكينة هذه النوفلة بوريقاتها ... طلقات صاخبة انهمرت من جميع الجهات ... أزيزو صفير فوق رؤوسنا .. هرعنا كتلة واحدة حيث بيت الخالة "بسنة" نحتمي بها الأزيز القاتل ... حتى فرحة الطفل الحالمة بنوفلة من أربع وريقات يجابه بزخات قاتلة ؟؟!!....



هوامش :

آطاش atash: شخصية حقيقية عاش في بوطان و عين ديوار متنقلاً , قيل أنه مجنون و لكنه كان يمتاز بحكمة . ينام تحت شجرة توت معروفة في عين ديوار توفي في سبعينات القرن الماضي .
قمو ديني qumu dine : إمرأة عاشت في ديريك , توفت ... كانت فتاة ناضجة تنتقل بين بوطان و عين ديوار و في أحد الأيام تعرض لها مجموعة من العسكر التركي و اغتصبوها بشراسة , فقدت عقلها نتيجة ذلك و أيضاً سلامة النطق .
عين ديوار eyn diwar , مزري mezre , قسر ديب qesir dib , حب الحوا heblhewa قرى في منطقة ديريك.
بازبدي bazibde كانت سابقاً قرية / بلدة مشهورة و هي الآن جزء من مدينة بوطان / مثل باكوردي bakurde .
برجا بلك burca belek : إحدى المعالم المشهورة في جزيرة بوطان على ضفاف دجلة .
برا بافت pira bafit : أوجسر الرومان , واحدة من سلسلة الجسور التي بناها الرومان على نهر دجلة و هي الآن في الطرف السوري ( بين عين ديوار و بوطان ) .
كانيا ريلك kaniya rilik : نبع كاريستي معروف في عين ديوار يمتاز بتساقط قطرات الماء من الأعلى , و في اصطدامها بسطح الماء تصدر صوتاً يشبه قرع الطبول فظن العينديوريون لفترة طويلة بأنها مسكونة بالجان و ما هذا الصدى سوى قرع لطبولهم .
هناك عادة اكتسبها الديريكيون بخصوص نبتة كليلكا نيشانة بوريقاتها البيض و وسطها الأصفر الشبيهة نسبياً بالنرجس و إن كانت بلا رائحة بأن يأخذ أحدهم واحدة و من ثم يقتطع وريقاتها واحدة تلو الأخرى مردداً : جنت .. جهنمة .. إلى آخر ورقة , فإن كانت جنة فهو من أهلها أو العكس .
نوفلة أو نوفل newfel : نبتة صغيرة تمتاز بوريقاتها الثلاث , و نادراً ما تكون بأربع , لذل ربطها البوطيون بالحظ , و أصبح مجرد الحظو بنوفلة ذي أربع وريقات كالفوز بكنز .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abasa.ahlamontada.com
ahmad
الأعضاء المميزون
الأعضاء المميزون
ahmad


ذكر

تاريخ التسجيل : 19/10/2009

عدد المساهمات : 329


في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني  ...  إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار Empty
مُساهمةموضوع: رد: في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني ... إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار   في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني  ...  إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار I_icon_minitimeالإثنين يناير 25, 2010 8:25 pm

في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني  ...  إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار 262682
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.orientmoney.net
البارافي
الأعضاء
الأعضاء
البارافي


انثى

تاريخ التسجيل : 17/01/2010

عدد المساهمات : 30


في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني  ...  إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار Empty
مُساهمةموضوع: رد: في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني ... إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار   في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني  ...  إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار I_icon_minitimeالإثنين يناير 25, 2010 11:11 pm

في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني  ...  إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار 262682
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في المطر و مملكة آطاش و نحيب قموديني ... إلى خالتي "بسنة" المتوفاة حديثاً في عين ديوار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لبنان يلوح بوقف "سي.ان.ان" و"الحرة" و"راديو سوا"!
» في حادثة " غريبة " .. لصوص يسرقون شخصا بمساعدة "حمامة " في حلب
» "مايكروسوفت" تتبرع بـ 1.25 مليون دولار لضحايا "هايتي"
» عادات وتقاليد "الأكراد" وفلكلورهم في الجزيرة "السورية"
» ينام بجوار زوجته المتوفاة منذ خمسة أعوام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات آباسا :: المنتدى الثقافي :: خواطر-نثر-
انتقل الى: