موضوع: أهمية تدريب الطفل على مساعدة أبويه السبت يناير 09, 2010 1:40 am
أهمية تدريب الطفل على مساعدة أبويه
عندما يبلغ الطفل حوالي سبع سنوات ، يبدأ بالميل إلى اللعب والتسلية مع غيره من الأطفال ، ويبدأ بالاستمتاع بالغناء والرسم والرياضة والرقص ، ويصبح قادرا على المشاركة في الكثير من الأعمال والنشاطات الفنية واليدوية . لذلك ينصح أن تبدأ تعليمه بعض الأعمال المنزلية ، وأن تشجعه ليساعدك فيها ، فتطلب منه القيام بغسل الصحون بعد تناول الطعام مثلا ، ولكن على أن تكون معه ، وأن تكون كمية العمل صغيرة ولا تتطلب وقتا طويلا . مقدار كمية العمل التي يمكن أن تعطى للابن أو الابية تختلف من طفل لآخر ، وطبعا من يوم لآخر . ولتقدير هذه الكمية عليك ملاحظة ردود فعله ومدى قدرته على العمل ، فلا توجد قاعدة ثابتة ، فالطفل نفسه يتغير ويتطور بين يوم وآخر . يتعلم الطفل (7- 14سنة) أهم مهارة في الحياة ، ألا وهي أن يكون سعيدا . وبما أن السعادة مهارة مكتسبة قابلة للتطور فتزيد أو تنقص حسب ما يواجهها من ظروف ، لذلك يجب الانتباه إلى حجم العمل الذي تطالب به ابنك / ابنتك ، فإلقاء مهمات صعبة على الابن / الابنة خلال هذه الفترة قبل أن يتم نضوجه ، أو مطالبته بأعمال لا تتناسب مع عمره ، أو تحميله مسؤولية كبيرة في العمل ، تحرمه فرصة اكتساب مهارة السعادة ، وتقلص احتمال ممارسته تلك المهارة وتذوقها ، فلا يتعلم معنى السعادة ولا يختبرها . ونرى في المجتمع العديد من الناس الذين لا يعرفون معنى السعادة ، ولا يستمتعون بما أسبغ الله عليهم من نعمة ، وهذا يعود إلى حرمانهم من المعاملة والتربية الصحيحة ، ودخولهم معركة الحياة العملية وتحميلهم مسؤوليات كبيرة في وقت مبكرمن عمرهم . عندما يحمل الأبوان الابن / الابنة مسؤوليات أكبر مما يجب ، ويطالبانه بالقيام بأعمال وواجبات لا تتناسب وعمره ، فإن النتيجة تكون أحد احتمالين :
- أولا : أن يتمرد الابن / الابنة عندما يصبح مراهقا ، ويتصرف بشكل مستهتر ، متجاهلا أية مسؤوليات قد تلقى على عاتقه .
- ثانيا : يصبح جديا أكثر من اللازم ، فيدرس بجد وباستمرار مع تجاهل أو كبت رغباته الداخلية ، وفي هذه الحالة من الصعوبة أن يشعر بالسعادة ، أو أن يتمتع بالرضا النفسي . ولنتذكر أن ليس من الضروري استباق الأحداث وتحميل الطفل مسؤوليات كبيرة ، أو واجبات لا تتناسب وقدراته ، لتعليمه ولتدريبه على تحمل مسؤوليات عظيمة قد يحملها المستقبل له! قبل أن يضطر فعليا لمواجهتها ، ولاسيما أنه تعلم من خلال مراقبته وتقليده لأبويه وممن حوله .