منتديات آباسا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
لمحة قصيرة عن تاريخ الكرد في سوريا لـ ( برادوست ميتاني ) Home10الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لمحة قصيرة عن تاريخ الكرد في سوريا لـ ( برادوست ميتاني )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
memê abasî
الإدارة
الإدارة
avatar


ذكر

تاريخ التسجيل : 07/07/2009

عدد المساهمات : 561


لمحة قصيرة عن تاريخ الكرد في سوريا لـ ( برادوست ميتاني ) Empty
مُساهمةموضوع: لمحة قصيرة عن تاريخ الكرد في سوريا لـ ( برادوست ميتاني )   لمحة قصيرة عن تاريخ الكرد في سوريا لـ ( برادوست ميتاني ) I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 07, 2009 8:53 pm

لمحة قصيرة عن تاريخ الكرد في سوريا

برادوست ميتاني

يعد الشعب الكردي من الشعوب القديمة في منطقة الشرق الأوسط وقد اشترك مع غيره من الشعوب الأخرى في بناء حضارة بلاد الرافدين المعروفة سابقاً باسم (موزوبوتاميا)والتي تشكل جزءاً من جغرافية بلاد الكرد المعروفة باسم كردستان كما أنه ظل في دوره المعطاء حتى بعد اقتسام بلاده الذي حدث خلال مرحلتين الأولى بعد معركة جالديران 1514م بين الصفويين في إيران والعثمانيين في الأستانة والثانية في اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية 1916م بين فرنسا وانكلترا.
في هذه القراءة السريعة لتاريخ الشعب الكردي لن نتطرأ إلى دوره في بقية الأجزاء الأخرى بل نكتفي به في تاريخ سوريا فقط لنؤكد لأولئك الذين ينكرون على الكرد حقوقهم الوطنية بأنهم خلال تاريخهم الطويل والعريق في سوريا لم يتهاونوا أبداً في القيام بدورهم المعطاء في منح سوريا الحصانة والعمران بل الدفاع عنها بكل شجاعة ومسؤولية صادقة .سواء خلال تاريخها القديم الذي يعود إلى ما قبل الميلاد في وجه الغزاة كالحثيين والفراعنة المصريين والأشوريين أو خلال الفترات التي تلت الميلاد عندما قاوموا الحملات الصليبية و الاحتلال العثماني وكذلك مساهمة الكرد مع الشعب السوري في الثورات الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي حتى نيل سوريا استقلالها مستمرين في الدفاع عنها حتى الآن دون كلل.
مراحل تاريخية للكرد في سوريا:
1ـ يعيش الكرد منذ فجر التاريخ في الجزء الشمالي من سوريا على أرض ممتدة حاليا ً شرقا ً من عين ديوار على نهر الدجلة مسايرة الحدود التركية حتى جبال أمانوس غرباً بامتدادات جغرافية نحو الجنوب تضيق وتتسع باتجاه الحسكة وحلب وادلب وغيرها مع انتشارهم في بقية المحافظات السورية وخاصة العاصمة دمشق.
لقد شهدت البقعة الجغرافية التي يسكنها الكرد في شمال سوريا تواجداً بشرياً يعود إلى العصور الحجرية حيث مرحلة الإنسان القديم ( إنسان نياندرتال) إذ عثرت اللجنة اليابانية السورية الأثرية برئاسة البروفسور
( تاكيراأكازوا) في منطقة كرداغ ناحية شيروان في كهف دودري في جبل ليلون على هيكل عظمي عام 1993 يعود إلى مائة ألف عام قبل الميلاد وكذلك على لقى أثرية مع بعض الأشكال المصنوعة من حجر الصوان وهو محفوظ الآن في حلب باسم اكتشافات أطفال دودري.
2ـ الهوريون : يعود تاريخهم إلى الألف الثالث قبل الميلاد عندما امتدت دولتهم إلى بحيرة وان شمالي شرقي ما بين النهرين وأسسوا عاصمة قريبة من مدينة نصيبين حالياً وقد توسعت إدارياً حتى سهل الحمكة( العمق)حيث أقاموا مملكة ألالاخ 2700ق.م و التي ظلت تلعب دورها حتى 1900ق.م حيث انتهت على يد الفرعون المصري سنوسرت ولكن الهوريين استمروا في انتفاضاتهم وثوراتهم التي لم يكتب لها النجاح بسبب بطش ووحشية الفراعنة إزاءهم إلا بعد أن تمكن الميتانيون من تحريرهم عام 1600ق.م .
3ـ الميتانيون والهوريون:
اندمج الميتانيون مع الهوريين عندما تحركوا من المناطق المحيطة ببحر الخزر (_ القزوين ) وأصبح كلاهما سادة المنطقة عندما أسسوا عاصمة اشوكاني القريبة من سري كانيي حاليا ( رأس العين ) في الجزيرة السورية في منتصف الألف الثاني قبل البلاد على نهر الخابور وقد دافع الميتانيون والهوريون عن سورية ضد المحاولات الحثية لاحتلالها القادمين من الأناضول وقد حققوا عليهم انتصارات جعلتهم يقلصون نفوذهم على عاصمتهم خاتوشا واطرافها الشمالية .
لقد امتدت دولة الميتانيين الهوريين شمالاً حتى شمال مدينة امد (ديار بكر ) ثم نحو حران وإلى جبال Gewre
( أمانوس) وصولاً إلى انطاكية وأوغاريت على الساحل السوري ثم الحدود اللبنانية جنوباً بعدها إلى حماة وحلب عبر سهولHewler (أربيل) ثم إلى جبال زاغروس وأيلام شرقاً كما إن بعض الباحثين يجزمون بأن لهم يد في حكم مصر مع الهكسوس الذين غزوها من فلسطين حيث بينهم صلة قرابة عرقية .
شن الأشوريون حرباً على سورية ولكنهم اصطدموا بالممانعة الميتانية الهورية الذين وقفو في وجه زحفهم وردهم على أعقابهم في النصف الثاني من الألف الثاني قبل اليلاد ملحقين بهم هزائم حتى في عقر دارهم في العاصمة بابل التي احتلها الملك ساوشاترا الذي جلب معه منها كمية كبيرة من الذهب والفضة حيث وضعها في قصره في العاصمة أشوكاني دليلا على النصر .
بسبب تجاور مملكة يمخاض ( حلب ) والإمبراطورية الميتانية الهورية إلى جانب بعضهما كان الصراع حتميا ً بينهما في عهد ملك مملكة يمخاض المدعو أدريمي الذي حاول الوقوف في وجه الميتانيين والحد من نفوذهم ولكنه لم يتمكن من الاستمرار في ذلك إذ هرب أمامهم تاركا ً حلب إلى البادية حيث قبائل سوتو ولكنه اضطر إلى توقيع صلح معهم
- 1 -


لقاء اعترافه بحكمهم على حلب دون دخولها من قبله ثانية .
الصراع الطويل والمميت كان الذي وقع بين الميتانيين الهوريين والفراعنة في مصر والذي أدى في نهايته إلى استقرار ملحوظ وتوازن سياسي مهم في المنطقة برمتها ( بلاد الشام والرافدين ووادي النيل ) استمر طوال حكم الإمبراطورية الميتانية الهورية وليس خاف على أحد بأن إمبراطورية الفراعنة في مصر كانت أقوى امبراطورية حينذاك تتطلع إلى السيطرة على سواحل حوض البحر الأبيض المتوسط من الجنوب والشرق في سبيل ذلك قادت حروباً عديدة وعنيفة مكنتها من النجاح في السيطرة على مناطق بلاد الشام باستثناء شمال سوريا بسبب دخول الميتانيين مع بقية الممالك الجنوبية في سورية في حلف قادش( تل مندو حاليا ً قرب حمص) السياسي العسكري حيث كانت رغبة المصريين هي الوصول إلى سواحل الشرقية للبحر المتوسط كبوابة استراتيجية إلى أوربا ولكن كان مصيرهم الفشل في تحقيق هذا الهدف بسبب ممانعة الميتانيين لهم عندما وقفوا في زحفهم على ضفاف نهر الفرات وبعد حروب تجاوزت سبعة عشرة حملة عسكرية يئس الفراعنة من كسر شوكة الميتانيين لذا لجأوا إلى الإسلوب السلمي السياسي وقد شهدت العلاقات بعد ذلك نجاحا ً باهراً ساده استقرار ووئام أساسه المصاهرة بين العائلتين الحاكمتين عندما تزوج الفرعون تحوتمس الثالث من ابنة الإمبراطور الميتاني التي اسمها ( كلوكيبا ) ومن بعده امنحوتب الرابع من ماتمايا (نفرتيتي . التي تعني نفرت ـ تي ـ الحسناء قادمة)عندما استفاد الميتانيون من الذهب المصري الكثير.
ظل الحثيون متربصين للميتانيين الهوريين يشكلون اكبر خطر على حدودهم الشمالية بطبيعتهم العسكرية العنيفة متجنبين الأساليب الدبلوماسية (إذ يشبهون الأشوريين في هذا) وقد سعوا دائماً إلى النيل من الميتانيين بجميع الأساليب النكراء كالخداع والتأليب بين الميتانيين عندما نجحوا في التأثير على المدعو ماتي وازا الذي دعموه ضد الملك آرتاتاما بعد تزويجه ابنتهم هذا الشخص الذي أصبح أداة طيعة بأيديهم في تمزيق شمل بني جلدته وقد نجحوا في ايصاله إلى السلطة ضعيفا ً دون شخصية ومن الجدير ذكره هو بقاء الحثيين عليه على رآس السلطة الميتانية لتبقى دولته حاجزا ً بينهم وبين التوسع الآشوري من بابل ولقد انقلب السحر على الساحر عندما غزت الثقافة الهورية الدولة الحثية في كل المجالات أدت إلى إضعافها وبعد فترة زمنية معينة انبعثت الدولة الهورية من جديد بدون شراكة الميتانيين ويظن المؤرخون بأن عاصمتهم انتقلت من واشوكاني إلى أوركيش وفي ظل غياب المصادر التي تغني البحث في هذه الدولة انتهت على يد الاشوريين عام 750 ق.م الذين تحرروا من الكاشيين في نينوى (على مقربة من موصل الحالية في شمال العراق) .
من الآثار المكتشفة في الجزيرة السورية نستلهم حقيقة مفادها أن الميتانيين والهوريين أقاموا حضارة عريقة جدا ًإذ تم العثور على بعض أثارهم عندما تم كشف النقاب عنها من قبل عالم الآثار جيورجيو بوتشيلاني في كري موزان ( تل موزان) قرب عامودة حيث عثر على قصر الملك الهوري توبكيش وكذلك من قبل الباحث ماكويل مالاونا الذي عثر على مواقع آثرية في شاخر بازار جنوب مدينة قامشلو وكذلك في سهل حمكة (العمق) تم العثور على آثار مملكة آلالاخ بالإضافة إلى آثار أخرى في وادي العاصي ووادي الخابور ويقول الباحث واولي إن المكتشفات كالقرميد والزجاج وإسلوب البناء والعمارة في آلالاخ أشياء لاتختلف عن تلك التي أخرجت من مواقع أثرية بين دجلة والفرات.
ثمة آثار شاهدة حتى الآن في منطقة كرداغ تعود إلى الحقبة الميتانية الهورية منها قلعة هورو (مزار هورو المقدس ) المعروفة باسم مدينة كورش بالإضافة إلى قرية تحمل حتى الآن اسم شاشترا المأخوذة عن اسم الملك الميتاني شاوشتار .أما في منطقة تل براك الواقعة على طريق الحسكة قامشلو فقد تم العثور على رقم طينية مكتوبة باللغة الهورية ذو الكتابة المسمارية ناهيك عن المكتشفات الجديدة في الأعوام الأخيرة.
أما في أوغاريت على الساحل السوري فقد عثر المنقبون على آثار فنية عديدة وهي هورية تعد موزايكا ً من الثقافة الأوغاريتية الهورية السومرية حيث كانت اللغة الهورية اللغة الرائجة استعمالا ً في المعاملات التجارية كما هي الآن بالنسبة للإنكليزية وقد تم العثور في الموقع نفسه قبل سنوات على نوطة موسيقية بناءا ًً على خبر ثقافي من التلفزة السورية تم فك هذا السلم الموسيقي فتبين بأنه قريب من اللحن الكردي الحالي في الجزيرة السورية .
لقد ترك الميتانيون آثارهم الدينية في معتقدات المصريين الفراعنة من خلال الدور الذي لعبته نفرتيتي في تغيير الديانة المصرية من ثنائية الإله إلى وحدانيته عندما جعلت من الفرعون أمنحوتب الرابع داعية ديني في التخلي عن ألوهيته في الأرض إلى جانب إله السماء ( رع ) حيث آمن بأنه عبد للإله كغيره من العباد فغير اسمه إلى أخن آتون أي خادم آتون الذي هو إله السماء وقد استمدت
نفر تيتي اعتقاداتها من أجدادها الآريين وآلهتهم أناهيتا ( نجمة الزهرة ) وميترا ( القمر ) والتي تقاطعت فيما بعد مع الزرادشتية في الكثير من مبادئها الروحية .


عدل سابقا من قبل memê abasî في السبت سبتمبر 19, 2009 9:13 am عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abasa.ahlamontada.com
memê abasî
الإدارة
الإدارة
avatar


ذكر

تاريخ التسجيل : 07/07/2009

عدد المساهمات : 561


لمحة قصيرة عن تاريخ الكرد في سوريا لـ ( برادوست ميتاني ) Empty
مُساهمةموضوع: لمحة قصيرة عن تاريخ الكرد في سوريا لـ ( برادوست ميتاني )   لمحة قصيرة عن تاريخ الكرد في سوريا لـ ( برادوست ميتاني ) I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 07, 2009 8:56 pm

4- الميديون :
اقام هؤلاء إمبراطورية في شمال غربي إيران عندما توحدوا على يد الحكيم دياكو في عاصمتهم جه مزانا أي مكان الإجتماع وهي تحمل الأن اسم همذان في إيران والمعروفة في المصادر اليونانية باسم آكباتانا وقد كانت هذه الأمبراطورية مترامية الأطراف في أوجها بعد قضائها على الإمبراطورية الأشورية في نينوى 612 ق.م وامتدت إلى شمال سورية حتى اوغاريت حيث الساحل والتي عرفت حينئذً باسم سورميد اشتقاقا ً من اسمي سوريا و ميديا .
5- تعرض شمال سورية كبقية أجزائه الأخرى إلى الغزوات الخارجية منها اسكندر المقدوني وقائده سلوقس وكذلك الروم البيزنطيين ثم تحريرها أيام الفتوحات الإسلامية وقد ظل الكرد خلال ذلك على صلة من الأحداث خاصة في عهد البطل صلاح الدين الأيوبي الذي طهر البلاد من الفرنجة المعروفين خطأً بالصليبيين وقد تسلم الكرد سدة الحكم في العديد من الإمارات منها حماة المعروفة بمدينة أبي الفداء الأيوبي وكذلك إمارة الجزيرة وأيضا ً إمارة المروانيين في ميافارقين التي شملت شمال سوريا أيضا ًوإن أسماء بعض الأوابد والمناطق تؤكد ذلك مثل قلعة حصن الأكراد المعربة إلى قلعة الحصن وقلعة صلاح الدين الأيوبي على الساحل وجبل الأكراد وكذلك المقبرة الكردية القريبة من مدينة السخنة .
6- خلال الاحتلال العثماني :
لقد حدثت خلافات بين الكرد والدولة العثمانية خلال الإحتلال العثماني لسورية في مناطق عديدة منها شمال سورية وجبال الكرداغ بدأت بتمرد الجانبولاتيين ( جانبلاطيين ) أيام جدهم الكبير مندو في مدينة كلس في شمال سورية التي دامت إمارتهم من 1230م حتى 1607م عندما انهارت في عهد علي جانبلاط كذلك الصراع العسكري 1783م بين الأمير آغا حسن ( قره حسن ) وبين العثمانيين وأيضا ً بينهم وبين عائلة حج أومري عام 1742م حتى 1861م وبينهم وبين الشيخ عبدلله عتونو 1900م وبينهم أي العثمانيين وبين ابراهيم الباشا المللي حتى رحيلهم 1918م بانتهاء الحرب العالمية الأولى وكان للكرد الإيزيديين دور مشرف وايجابي في ذلك الصراع في تلك المنطقة كذلك ابراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر تمكن من تحرير سوريا من العثمانيين طوال عشرة أعوام من عام 1831 م حتى 1841م الذي توحدت الدول الوربية ( فرنسا – إنكلترا – روسيا – نمسا ) في وجهه مما أجبرته على الخروج من سورية لصالح الدولة العثمانية الضعيفة .
7- الكرد في مواجهة الاستعمار الفرنسي:
بدأ الكرد يناضلون من أجل حماية بلدهم سورية من أي احتلال بغيض وقد برهن المناضل محو أيبو شاشو على ذلك عندما اطلق أول رصاصة سورية في وجه الفرنسيين الذين أنزلوا قواتهم على الساحل السوري وأمثاله كثيرون منهم المجاهد الكبير ابراهيم هنانو الذي أشعل ثورة وطنية في حلب وعفرين وادلب وحارم وجسر الشغور وتمكن من تحريرها عام 1919م حتى 1922م رافضا ً التهدئة مع الفرنسيين الذين عرضوا عليه اقامة دويلة في المناطق التي حررها عندما رد عليهم قائلا ً سأسير على خطى صلاح الدين الأيوبي الذي طهر البلاد منكم ( في القرن الثاني عشر الميلادي) .
إن الصفحات المشرقة ببطولات الشعب السوري مزهوة بوقوف الكرد إلى جانب إخوانهم السوريين ضد الفرنسيين وقد سطرها العديدون من أمثال أبو دياب البراظي و أحمد بارافي اللذين ساهما في الثورات الوطنية في دمشق وريفها ولن ينسى التاريخ ابدا ً البطل يوسف العظمة قائد معركة ميسلون عام 1920م الذي كان وزيرا ً للحربية عندما لم يأبه بطلب فيصل بن الحسين له بعدم خوض المعركة كونهم يمثلون قلة أمام جحافل غورو القادمة من بيروت لاحتلال سورية قائلا ً : خوفي ان يقول الآخرون بأن سورية احُتلت من غير مقاومة .
أما في الجزيرة السورية فقد واجه الكرد مع بقية إخوانهم العرب والمسيحيين وغيرهم التغلغل الفرنسي الذي أوجد لنفسه مقرا ً في بياندور الواقعة حاليا على الطريق المتجه إلى القامشلو من تربسبي ( القحطانية ) وذلك عام 1923م عندما هاجم حاجو آغا وبعض اليزيديين الكرد ومن بعده آخرون على تلك المفرزة ملحقين بهم خسائر في الأرواح والعتاد في معارك متكررة اضطر الفرنسييون إلى نقل المفرزة إلى القامشلو التي كانت في بداية تأسيسها ولكن الموقعة المعروفة بكري طوبي ( Gire tope ) عند تربسبي خير شاهدة على غيرة الكرد على ترابهم ووطنهم عندما هاجموا الجنرال الفرنسي روغان ومن معه من الجنود والضباط وتمكنوا من قتله بيد علي بطي من قرية حلوة الشيخ ثم فرار بقية الفرنسيين واستمر الكرد في نضالهم الذي انتقل إلى سري كانيي kanye sere ( راس العين ) إذ هاجموا المفرزة الفرنسية عند قرية السفح و انتصروا عليها .
أما في حماة فقد قاد المجاهد فوزي قاوقجي الثوار إلى جانب الوطنيين الذين أشعلوا الثورة السورية الكبرى عام 1925- 1927م ويذكر بأن هذا المجاهد ( فوزي القاوقجي ) قدم إلى فلسطين على رأس مجموعة من المتطوعيين السوريين وساهم في الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م .
بالعودة إلى الجزيرة السورية نذكر مقتل الضابط الفرنسي غريناس عام 1936م في سري كانيي ( رأس العين )
- 3 -


عندما تصدى له السيدان عبد العزيز حاسة وابن شقيقه عبد المحسن في الطريق الذي أراد إهانتهما أما في عامودا فقد سُطِع نجمُ البطل سعيد آغا الدقوري منذ عام 1922 م حتى عام 1942م بالانخراط في العمل العسكري والسياسي المعادي للفرنسيين وبدأ بذلك عندما تصدى لثكنتهم العسكرية التي تضم الجنود الفرنسيين ( الكارد موبيل ) وبعد قتال مرير اضطروا إلى الإنسحاب إلى القامشلي ولكنهم جردوا جيشا ً عام 1926م لاحتلال عامودا فاصطدموا بأهاليها الذين قادهم من جديد زعيم عشائر الدقورية السيد سعيد آغا الدقوري الذي كان على اتصال دائم مع أعضاء الكتلة الوطنية في دمشق أمثال الوطنيين شكري القوتلي و جميل مردم وسعدالله الجابري وفخري البارودي وإبراهيم هنانو ولقد وقفت عشائر كيكان ومللان والدقورية وغيرهم أمام آلة الحرب الفرنسية في قرى عامودا مثل تل حبش وجولي وذوالفقار وغيرها ونجحت في إلحاق الهزائم بالجيش الفرنسي بعد أن ضحى العديد من الكرد بأرواحهم في تلك المعارك رخيصة في سبيل تحرير تراب الوطن .
إن حياة المجاهد سعيد آغا الدقوري مليئة بالإحداث الثورية والسياسية لا يمكن أن نخوض فيها الآن فهي تحتاج إلى بحث مستقل ونقول لمن يود أن يعرف تفاصيلها فليبحث عن دوره المشرف في طوشا عامودا عام 1937م عندما وقف مع أهلها في وجه القصف الجوي والمدفعي الفرنسي ودوره السياسي عندما أصبح عضوا ً في البرلمان السوري عن منطقة الجزيرة عام 1942م وغيرهما.
إن الجزيرة السورية تفتخر بأسماء كردية وطنية عديدة ناضلت ضد الفرنسيين أمثال فرحان آغا عيسى وبيت ملا فرو وأمير ذيب وبيت ملول و شيخو ناصر ومجيد عبد القادر ومحمد شلال ابو بهجت وآخرون من درباسية وكذلك المجاهدين شيخو حسين وسعيد اسحاق وعيسى عبد الكريم وعيسى آغا رستم و الشيخ محمد بشير الحامدي و الشيخ إبراهيم القادري من عامودا ولن ننسى حسين أسعد آغا من قامشلو هذا الشخص الذي حل رئيس الجمهورية المناضل شكري القوتلي ضيفا ً في بيته بعيد الإستقلال كونه كان رفيق الدرب له في النضال الوطني .أما في منطقة آليان و منطقة عشائر أشيتيا ثمة بيوتات كردية لعبت دورا ً وطنيا ً هاما ً ضد الفرنسيين من رجالاتها الشهيد عباس مصطفج و الشهيد محمد عباس من آغوات قرية دوكر(Dugir )وكذلك شيخي رشيد أحمد من قرية علوانكا شيخي وعيسى محمد مختار قرية كورتبان بالإضافة إلى حجي محمود آغا مصطفاوية و آخرون .
كان للكرد دور سياسي أيضا ً إلى جانب ما قدموه من دماء ذكية في سبيل تراب وطنهم إذ كان أول رئيس للجمهورية السورية كرديا ً آلا وهو محمد علي العابد عام 1932م وكذلك الرئيس حسني الزعيم عام 1949م والرئيس أديب شيشكلي من عام 1949م حتى 1954م و الرئيس شكري القوتلي الذي تسنم سدة الحكم في البلاد لمرات عديدة وأيضا ً الرئيس فوزي سلو من بعدهم بالإضافة إلى رئيس الوزراء مأمون الكزبري ووزير المعارف محمد كرد علي عام 1920م و وزير الدفاع أحمد نظام الدين .
ومن باب الذكر فقط نقول بأن سليمان حلبي الذي طعن قائد الحملة الفرنسية في مصر المدعو كليبر وقتله كان كرديا ً سوريا ً من عفرين يدرس العلوم الدينية في جامع الأزهر عام 1800م
إن البحث في وجودية الشعب الكردي في سورية غني يحتاج إلى كتب عديدة ولكن غايتنا من تلك القراءة السريعة التي أوجزناها هي استشفاف حقيقة دور الكرد كغيره من الشعب السوري في الدفاع عن وطنه وهي رسالة دامغة تؤكد وجوده على أرضه منذ القديم وحتى الآن وتبرز نفسها باشراق امام كل من ينكر له حقه في أرضه ووطنه كمواطن من الدرجة الأولى يتمتع بكل حقوقه دون تمييز أو تجاهل .
المصادر:
1- كتاب الحوريون للباحث الألماني جرنوت فيلهلم ترجمها إلى العربية فاروق اسماعيل .ك
2- كتاب صفحات منسية من نضال الجزيرة السورية للإستاذ صالح هواش المسلط .
3- مجلة الحوار الأعداد ( 34- 35- 36- 41 - 46 - 47 )) .
4- سيرة حياتي للأديب الكردي سيدايي جكر خوين .
5- المحلل السياسي السوري عماد فوزي الشعيبي للفضائيات العربية .
6- العلاقات السورية المصرية القديمة للدكتور محمود عبد الحميد .
7- كتاب ميديا للباحث الروسي دياكونوف ترجمة وهبية شوكت محمد .
8- ما يرويه كبار السن .
9- شريط غنائي للفنان الشعبي الراحل سلو كورو .
10- مجلة المثقف التقدمي العدد - 23- .
ملاحظة : نطلب المعذرة من كل كردي ساهم في الدفاع عن سورية قديما ً وحديثا ً ولم تسعفنا المصادر عن معرفة دوره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abasa.ahlamontada.com
 
لمحة قصيرة عن تاريخ الكرد في سوريا لـ ( برادوست ميتاني )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مصادر تاريخ الكرد
» معاناة الكرد الفيليين .. دون حل!
» لمحة عن حياة تشي غيفارا
» اخر الشعراء الكلاسيكين الكرد في ذمة الخلود
» لمحة عن جمال محافظة القامشلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات آباسا :: المنتدى الثقافي :: مقالات-
انتقل الى: