قتل صديقه في ريف دمشق وألقي القبض عليه في الحسكة

قتل صديقه في ريف دمشق وألقي القبض عليه في الحسكة

الحسكة ..

هما من جيل واحد، علي من مواليد 1983، وإياد من مواليد 1986. ولأنهما من قرية واحدة هي بيت جن في ريف دمشق، فقد كانا يعرفان بعضهما عن كثب. ووجد علي قاسماً مشتركاً بينهما، يمكن أن يلتقيا عليه ويتفقا، ألا وهو الركض خلف الملذات، فتصاحب مع إياد صحبة ما هي إلا رفقة السوء بامتياز.
ولأن علي من أرباب السوابق في التهريب والاتجار بالأسلحة والمشاجرات والدعارة وسواها، فقد خطط للغدر بصاحبه إياد، فاشترى مسدساً من أحد الأشخاص، وأقنع إياد باستئجار سيارة باسمه، ومن ثم دعاه إلى سهرة حمراء في إحدى مزارع تربية السمك المهجورة في المنطقة، حيث عاشرا المومسات وتناولا المخدرات. وفي الوقت المناسب غافل علي صديقه إياد وأطلق رصاصة على رأسه من الخلف وأرداه قتيلاً. ثم وضع جثته في (طبون) السيارة وألقاها في قرية الدرخبية، بعد أن جردها من كل ما يمكن أن يدل على صاحبها، لتعثر عليها شرطة الكسوة بعد أيام وتضعها في براد مشفى داريا. في هذه الأثناء أخذ أهل إياد يبحثون عنه بعد أن طال غيابه، ولم يتركوا مكاناً إلا وبحثوا فيه عنه دون جدوى. ‏
ولأن الخطة التي رسمها علي تنص على بيع السيارة المستأجرة باسم إياد، والاستحواذ على قيمتها، فقد فكر بمنطقة بعيدة عن مكان الجريمة التي نفذها لاستكمال هذا الجزء من الخطة، وبعد تفكير وقع اختياره على الحسكة، ولهذا ملأ السيارة بنزيناً بعد أن غسلها من الدماء، وتوجه إلى بلدة تل أبيض في محافظة الرقة، حيث يعيش أحد أصدقائه، وبعد أن ساعده صديقه في غسل السيارة مرة ثانية، طلب علي منه أن يرافقه إلى الحسكة من أجل بيع السيارة، ولاسيما أنه لا يعرف الطريق. ‏
وما إن وصلا الحسكة، حتى وصلت معلومات إلى رئيس فرع الأمن الجنائي العميد رائد معين خازم عن شخص يعرض سيرة نوع كيا سيراتو تحمل لوحة دمشق رقم 480132 للبيع بثمن بخس، لا يتجاوز 175ألف ل.س. فشك العميد رائد بالأمر وأدرك أن وراء هذه السيارة مصيبة. وبتوجيه من قائد الشرطة اللواء ياسر الشوفي، تم استدراج علي وإلقاء القبض عليه وفق خطة مدروسة. ‏
وبالتحقيق مع علي اعترف أن السيارة مستأجرة باسم صديقه إياد، وبمطابقة المواصفات التي قدمها مع مواصفات الجثة الموجودة في براد مشفى داريا، والمذاع البحث عنها من قبل شرطة ناحية الكسوة، ومع المعلومات التي قدمها والد إياد وشقيقه عندما حضرا إلى الحسكة، أدرك كوادر فرع الأمن الجنائي أنها جثة إياد، وأنهم على وشك وضع أيديهم على جريمة بشعة، وإيقاع القصاص على مرتكبها. فأخذوا يضيقون الخناق على علي بالأدلة والبراهين، ولاسيما أنهم عثروا على بقع دماء داخل السيارة أثناء تفتيشها، ورغم كل المحاولات التي بذلها علي للإنكار، ولتضليل المحققين، انهار واعترف بجريمته النكراء، وبعد أن مثلها كاملة بجميع مراحلها، قام فرع الأمن الجنائي في الحسكة أمس بتسليم القاتل علي للقضاء لينال جزاءه، كما تم تسليم الجثة لذويها من أجل دفنها حسب الأصول. ‏

تشرين..... ChamPress