موضوع: مقتل امرأة في الخامسة والعشرين من عمرها "حرقا " السبت سبتمبر 05, 2009 2:51 am
مقتل امرأة في الخامسة والعشرين من عمرها "حرقا "
بعد معاناة مريرة دامت تسعة أيام توفيت شابة في الخامسة والعشرين من عمرها بمشفى الرازي بحلب وذلك إثر تعرضها لحروق (من الدرجة الثالثة) في كل أنحاء جسدها ، حيث أسعفت في البداية إلى مشفى خاص قريب من المنزل" أزّم وضعها أكثر" بحسب ما قال ذويها لعكس السير ، قبل أن تنقل بعد 12 ساعة إلى مشفى حكومي ، وتموت هناك . فتيل الحريق ..كاسة شاي ! لم يكن في أمنيات "أماني سباغ" البالغة من العمر 25 عاما أن تموت حرقا وتحرق معها زوجها عندما ذهبت لإعداد كأس من الشاي بعد منتصف الليل . "أماني" كانت تجلس مع زوجها في بيتهم الكائن بحي الشيخ مقصود .. طلب منها الزوج كأس من الشاي فذهبت إلى "الغاز الأرضي" كونهم لا يملكون غازا صغيرا (نظرا لفقر الحال) ... أشعلت الغاز فاشتعل معه طرف ثوبها الرقيق الذي كانت ترتديه لزوجها قبل النوم . انطلقت النيران في الثوب مثل"البنزين " كما قال زوجها ، الذي حاول إخماد النار عن جسدها فاحترقت يده دون أن يستطيع اخمادها. في مشفى حنان وفور وقوع الحادثة سارع الزوج بمساعدة الجيران الى نقل "أماني" للمشفى بعد ان التهمت النيران أجزاء كبيرة من جسدها ، وكانت أقرب مشفى هي مشفى " حنان" بالأشرفية . وقال عم الشابة لعكس السير " ظلت ابنتنا في المشفى لمدة 12 ساعة ، من الساعة الحادية عشرة ليلا إلى الحادية عشرة صباحا دون أن يفعلوا لها أي شيء ،ثم طلبنا نقلها الى مشفى الرازي الحكومي ". وتابع " كان المشفى غير مهيء لاستقبال حالات الحروق ولم يفعلوا لابنتنا شيئا طيلة الوقت الماضي ، ولكننا فوجئنا بفاتورة المشفى خلال 12 ساعة". وأضاف " وصلت الفاتورة إلى عشرين الفا رغم أن العلاج اقتصر على المسكنات اذ لم تكن المشفى مهيئة لاستقبال الحروق ، وحملوني منية أيضا لأن الفاتورة الحقيقية هي 28 ألف ، وقد راعو ظرفي كثيرا وحملوني فاتورة بعشرين ألف فقط ! \". في مشفى الرازي وتم نقل الفتاة بناء على طلب ذويها إلى مشفى الرازي الحكومي حيث نقلت بسيارة إسعاف من المشفى الخاص كلفتهم مبلغ 1500 ليرة (مع المنيّة) . وقال "يوسف" عم الفتاة لعكس السير " وصلت ابنتنا إلى المشفى بحالة سيئة جدا حيث قال لي أحد الأطباء أن وجودها فترة الـ12 ساعة الماضية في المشفى الخاص أدى إلى تمزق طبقات جديدة من الجلد وأصبحت حالتها حرجة جدا". وتابع "كان حرقها من الدرجة الثالثة ، ومع ذلك لم نقطع الأمل ، صرت أشحد من هنا كيس دم ومن هناك كيس بلازما ، وأحيانا لا استطيع تأمينها فأدفع ثمنها المرتفع بالدين". وأكمل" رغم أن الكادر الطبي في مشفى الرازي المسؤول عن الحروق تعاون معنا بشكل كبير وساعدنا بأقصى ما يستطيع إلا أننا تكلفنا الكثير ، فأكثر من 50% من الأدوية التي احتاجتها ابنتنا للعلاج داخل المشفى اضطررنا لشرائها من الخارج وبأسعار مرتفعة". وأضاف "بعد ثمانية أيام من المعاناة .. ماتت أماني .. ". شكوى ..وصحفي ! وبعد إتمام مراسم الدفن تقدم عم المتوفاة بشكوى إلى مديرية الصحة ضد المشفى الخاص الذي كان سببا بتأزيم حالة المريضة "على حد قول عمها" . وتابع " تواصلت مع أحد صحفيي المواقع الالكترونية الذي تعرفت عليه بحكم عملي في الإطفاء ، حيث كنت أمده بأخبار الحرائق ساعة حدوثها ، ووعدني الصحفي بأنه سيأخذ لي حقي من المشفى الخاص بنفسه وأرسلني إلى أحد الأشخاص وقدمت شكوى عن طريقه إلى مديرية الصحة بحلب". وتابع " تم تقييد الشكوى تحت الرقم 154 بتاريخ 16/8/2009 ، ثم طلب مني الصحفي الصورة الأصلية عن الشكوى .. واحتفظ بها لنفسه ، ووعدني بمتابعته قضيتي واخذ حقي من المشفى الخاص الذي كان سببا بموت أماني ". وأضاف" مرت عدة أيام دون أي جواب يذكر لا من الصحفي ولا من الجهات التي قدمت لها الشكوى ،علما أن الصحفي قد أخذ مني النسخة الأصلية للشكوى ، وكنت اتصل به مرارا ولكن دون ان يجيب على هاتفي ". أكمل" ثم بدأت تأتيني هواتف لمفاوضتي على سحب الشكوى من عدة مصادر حيث أخبروني بأن شكواي بسيطة ولا تحتاج لمتابعة وطالبوني بسحبها وعدم الكلام فيها". وأضاف " لكنني رفضت هذا الكلام رفضا جذريا .. و سأتوجه إلى وزارة الصحة إن اضطر الأمر ولن أتخلى عن شكواي .. لقد فقدنا ابنتنا .. فهل نفقد حقنا من المشفى الخاص أيضا؟؟\". نقيب الأطباء :الشكوى قيد المعالجة وفي ذات السياق اتصل عكس السير بـالدكتور "عماد سلطان " نقيب الأطباء ورئيس دائرة المشافي في مديرية الصحة الذي أكد لعكس السير "متابعته لموضوع الشكوى ،وانه كان على اتصال دائم مع المشتكي". وقال الدكتور" سلطان" لعكس السير" لا أعرف إذا كان أحد قد طلب من المشتكي سحب شكواه ، ونحن كلفنا الدكتورعرفان جعلوك لمتابعة الموضوع وقد تم مراسلة المشفى حول الشكوى وأرسلوا لمديرية الصحة جميع الاوراق المطلوبة ومن بينها صورة عن الفاتورة". وأضاف " لم يبت بموضوع الشكوى حتى الان .. وأنصح الاخ صاحب الشكوى بمتابعة شكواه للنهاية وانتظار القرار النهائي فيها ". يذكر أن والد المتوفاة أماني مصاب بـ"ورم في الدماغ "، وبعد وفاة ابنته أمام عينه ساءت حالته وهو الان قابع في أحد المشافي الحكومية يصارع الموت.