بينما كانت سجودة زوجة صدام تسوق سيارتها برعونة وكأن الشارع ملك اللي خلفها صدمت سيارة موظف بسيط وحطمتها‚ نزل المسكين وهو لايعرف هذه السائقة الرعناء‚ وبدأ يشتم كل من أعطاها رخصة للسياقة وسلمها سيارة لتؤذي الناس بها. فصاحت سجودة به وطلبت أن يسكت وقالت له ولا كلام هذا رقم تلفون زوجي وأتصل به لكي يقوم بتصليح سيارتك. وفي الصباح أتصل الموظف المسكين بالزوج وقص عليه حكاية الزوجة والحادثة نتيحة لسرعتها وتهورها. قال صدام: أنت غير مؤدب مع زوجتي وتستحق العقاب‚ هل تعلم من الذي يكلمك؟ قال الرجل لا ومن تكون؟ فصاح أنا صدام حسين. أرتبك الرجل ذو الحظ التعيس وسأل بصوت أكثر حدة وأرتفاعا‚ وهل أنت تعلم من أنا. فقال صدام ومن تكون؟ تنفس الرجل الصعداء وقال الحمد لله ثم وضع سماعة الهاتف بسرعة.
في أثناء الحرب العراقية الأيرانية أتى كبار ضباط صدام وقالوا له: سيدي تره الناس دتسأل وتكول ليش عدي أبن صدام لم يشارك في جبهات القتال كباقي العراقيين؟! صاح صدام على الحماية وطلب منهم أحضار عدي فورا. جاءوا بعدي على عجل فسأله صدام بعصبية: أبني كوول أربعة. أجاب عدي: أغغغغغغغغغغببببععة لعدم مقدرته لفظ حرف الراء. فألتفت صدام لضباطه وقال: حاسديني على هذا المعوق!
تعريف البعثي العراقي : هو كل شخص قرأ مقررات المؤتمر القطري الثامن للحزب.
تعريف الغير البعثي : هو كل شخص عراقي قرأ مقررات المؤتمر القطري الثامن وفهم معناها.
يحكى أن جثة صدام (عجل الله في منيته) أخذوها للتغسيل قبل الدفن. وبينما كان أثنان منهم منهمكين بعملهم ويتصبب العرق من أجسامهم لشدة الحر‚ قام ثالثهم وفتح الشباك. هبت نسمة عليلة فصاح الله اشلون هوا طيب أيرد الروح. فصرخ الأثنان معا يامعود ارجوك سد الشباك لايروح يحتي هذا المجرم.
في أحد الايام بعد حرب أم المهالك وبعد سنين من حصار صدام والغرب القاسيين‚ كان هناك رجل يترنح قهرا وجوعا في شارع السعدون أحد شوارع بغداد الرئيسية ويلبس ملابس رثة بالية يؤشر على سترته المهترئة ويصيح بأعلى صوته الله أيساعد امريكا... الله أيساعد امريكا. وعندما طوقوه رجال الآمن والمخابرات وسئلوه ماذا تقصد ب الله أيساعد امريكا؟ فأجابهم اذا أحنا أنتصرنا بالحرب وصار بينا هذا الحال فشلون حال امريكا التي خسرت الحرب كما يقول الريس!
نصب صدام نفسه (كما جرت عليه العادة) مسؤولا لحل كافة النزاعات العشائرية والفصل في قضايا الثأر. في أحد الايام عندما كان صدام يجلس دار قضاء الخصومات والفصل مع أحد وزراءه المعروفين بالغباء الشديد‚ عزت الدوري‚ دخل عليهم شخص وقال سيدي أنا تميمي وقد قتلت ثلاثة من عشيرة المشاهدة لقد جلبت معي فلوس طالبا من سيادتكم مساعدتي. ساله صدام ثلاثة فقط؟ فأجاب نعم. أمره صدام بان يضع مليون دينار في الصندوق ويخرج. ففعل الرجل. بعد نصف ساعة جاء للمجلس شاب جبوري وقال سيدي قد قتلت ثلاثة من شمر. فأمره صدام بوضع مليون دينار في الصندوق. ففعل. ذهب صدام المرحاض ليقضي حاجة وبقي عزت الدوري لوحده. فأتى رجل وقال أرجو مساعدتي فقد قتلت أثنين من اهل الدور. فكر عزت مليا وقال أذهب وأقتل واحد أخر ليصيروا ثلاثة ثم تعال لتضع مليون دينار في صندوق الريس!
يتندر العراقيون في حادثة حقيقية عندما سألت المذيعة الحسناء المطرب سعدي الحلي في احدى المقابلات الفنية عن الشعارات والمقولات الوطنية التي يفضلها. فأجابها الحلي‚ وهو المعروف بشذوذه الجنسي ومن اللواطين‚ قائلا : أن أقرب شعار الى نفسي هو كلنا جنود خلف القائد صدام حسين؟!
أستدعى صدام أقزامه الوزراء وكان في حالة عصبية. وعندما دخلوا القاعة صاح بهم: من يبدأ أسمه بحرف الطاء فليجلس ليلقي جزائه أما الباقين فليخرجوا فهم أمنين . بقي في القاعة كل من طه ياسين الجزراوي وطه محي الدين معروف وطارق عزيز وعزت الدوري. صرخ صدام بوجه الدوري وهو المعروف بشدة غباءه : أنت ليش باقي؟ ليش أسمك يبدأ بحرف الطاء؟ فأجاب عزت بصوت خافت: لا سيدي بس جنابك دائما أتدللني وتسميني طرطور.
في يوم ما شاهد صدام في الحلم جعفر النميري وهو يحضنه. فز صدام من نومه مستغربا لسبب ظهور النميري في حلمه من دون أي سابقة جمعتهم معا. صرخ أبن العوجة صدام بحمايته وطلب جلب أبرع مفسري الاحلام. جاءوا له بمفسر أحلام أسطه مشهود له بتبصره في عالم الروحانيات وعالم ما وراء الطبيعة. فعندما سمع قصة الحلم عجز عن تفسيره. كذلك الحال مع كل المفسرين فقد عجزوا عن تفسير هذا الحلم الغريب. قرر عزت الدوري المعروف بغباءه مساعدة رئيسه في تفسير حلمه. طلب الدوري من صدام أن يسنح له الفرصة لتفسير حلم قائد الضرورة وخصوصا أنه تلميذ نجيب لصدام في حملته الايمانية الاخيرة. قص صدام الحلم على عزت الدوري بعد ألحاح وتوسل الاخير. سأل عزت رئيسه وقد بدت عليه علامات الثقة والارتياح: سيدي بلا زحمه كان الأخ النميري حاضنك من وره لو من كدام؟ صرخ صدام وقال لعزت أنجب (أخرس) يا ادب سز (يارقيع)‚ أنت فسر الحلم بالحالتين وأنا سأختار ما يناسبني. نعم سيدي ‚ وأستطرد عزت قائلا: سيدي اذا كان جعفر النميري حاضنك من الامام فهذا يعني سيعطيك السودان كلها وأن حضنك من الخلف فسيعطيك الخرطوم كله!
جرى غزال بسرعة محاولا عبور الحدود العراقية خارجا. سأله أرنب الى أين مسرعا؟ قال رحماك ربي من قرار صدام في تجنيد حيوانات الحمل كالحمير والبغال وما شابههم لجبهات القتال. قال الأرنب: لكن القرار واضح ولايشملك‚ فأنت لست من حيوانات الحمل. تنهد الغزال المسكين وقال: ادري حبيبي أنت‚ بس تعال فهم رئيس اللجنة المطي أبن المطي البعيد عزت الدوري اللي يركض وراءي ويصيح أنت مشمول بالقرار وتنطبق عليك فقرة وما شابههم!
قرر صدام في يوم لم يعرف له سر تبديل نظام حكمه من ديكتاتوري شمولي الى ديمقراطي تعددي. جمع صدام خرافه من الوزراء وأعضاء مجلس قيادة الدولة وأبلغهم بالقرار الجديد. أبدى كل أزلامه أمتعاضا وأعتراضا على التحول الى الديمقراطية وقالوا مسترحمينه : ياسيدي عدل بدل أحنا مرتاحين بالدكتاتورية والشعب أتعود على المذلة والقهر ودا نمشي الشعب مثل ما أنريد وماكو دوخة راس ولا قال وقيل. أصر صدام <ألحاحا> وقال هذا قراري الاخير وبما أنني مقبل على الحكم الديمقراطي خلي أنسوي تصويت وكل واحد يبدي رايه وهو حر أمن. طلعت نتيجة التصويت وتم أرسالها لوكالة الانباء العراقية لنشرها في الاخبار. وفعلا تم نشر الخبر في الاذاعة حيث قال المذيع: بعد فرز الاصوات تقرر التحول الى النهج الديمقراطي ذلك بعد فوز الجانب الديمقراطي بأغلبية صوت واحد ضد عشرين صوت. وليخسئ الخاسئون!
يسكن احد أبناء العراق المسحوقين في بيت من الصفيح قرب النهر. يسعى الرجل لكسب قوت عائلته بمشقة. فهو موظف بسيط صباحا وسائق أجرة بعد الظهر وحرسا خافرا بعد منتصف الليل. أما بين أوقات العمل فيلقي سنارته ليصطاد من النهر طعام عياله اليومي. شاء سوء الطالع أن يبخل النهر بالطعام لعدة أيام على هذا الرجل وعائلته المسكينة. وبدأ الجوع يقرص بطون صغاره الخاوية ألما. دعا الرجل ربه‚ والله رؤوف رحيم بحال الفقراء والمساكين‚ ليرزقه بسمكة تتعلق بشصه ولتهون عليهم سياط الجوع التي نالت منه كذلك. سبحان الله رب البؤساء والمظلومين ‚ لم تمضي لحظات واذا بسمكة كبيرة تعلق في سنارته. سحبها فرحا وركض بها للبيت مبشرا أهله بالطعام. صاح على زوجته: أنظري أنظري لهذه السمكة ستكفينا ثلاثة أيام. أقليها بالدهن والكاري. ردت عليه بحسرة: ما عندنا لا دهن ولا كاري. فقال بلهفة: طيب أسلقيها بالماء والملح. السمك المسلوق صحي ولذيذ بنفس الوقت. تنهدت قليلا وقالت بمرارة: صار لنا أسبوعين بلا غاز لأن لايتوفر حاليا في محطات التعبئة ولانملك أصلا ثمن تبديل قنينة الغاز. بدأ الغيض يدب في عروق الرجل ذو الحظ السيء وأبصار أولاده تتناقل ما بين السمكة التي تصارع الاختناق ببسالة وبين ما ستنطق أفواه الأبوين من حل ليوقف أنين أمعائهم الخاوية. فبادر الرجل قائلا بحماس: نشويها. نعم لنشويها على الفحم ما ألذ السمك مشوي على الفحم. أجابت الزوجة وتكاد الدموع تنهال من عيناها: صار ستة أشهر ما قادرين نشتري فحم وأنت تعلم ذلك. تقطعت السبل بالرجل وأيقن أن ألهة الطعام لن تحرس أولاده الجياع وهو ينظر الى السمكة الكبيرة وهي تتلوى بجأش وأباء. قرر أعادتها الى النهر فلعل يصطادها أخر من أبناء وطنه أوفر حظا منه ولتفترش مائدته. ألقاها في دجلة الخير وأبصاره لم تفارقها. غطست وانتشت عنفوانا ثم ظهرت للسطح برشاقة وصاحت السمكة يعيش صدام حسين!
في أحد رياض الأطفال في بغداد‚ قالت المعلمة : أعزائي الحلوين العراق جنة الله في الأرض ‚ غنية بالأكل والماء العذب وكل البضائع اللي يحتاجها ماما وبابا. وكل الاطفال فرحانين تغني وتلعب ويروحلهم بابا صدام ينطيهم نستله وجكليت ولعابات حلوة. وفجأة سمعت المعلمة بكاء طفلة في الصف. سألتها: هاي شبيج حبيبتي ليش دتبجين؟ جاوبتها الطفلة وهي تبكي: الله يخليج ست ‚ عفيه وديني للعراق!
في أحد مؤتمرات الأنواء الجوية العالمي بدأت الوفود المشاركة بشرح مناخ بلدانها وتقلباته. فأثنى الأوربيون على أعتدال مناخهم وعن وفرة الامطار وأزدهار الزراعة والغابات وما شابه. وكان الوفد الأمريكي مادحا تنوع الطقس في القارة الامريكية ولطافة المناخ في العديد من الولايات. جاء الدور للوفد العراقي الذي كان عدد رجال الأمن المرافقين أكثر بكثير من ما هو مطلوب في مثل هذه المؤتمرات العلمية. تحدث الخبير العراقي بأمانة عن سوء المناخ في العراق حيث حر الصيف في ساعة الظهيرة يكاد يحرق كل شئ حي والعواصف الرملية الحمراء والصفراء تزحف بالصحراء فتأكل الاراضي الصالحة للزراعة قبل عقول ربات البيوت. أما الشتاء فالامطار أصبحت شحيحة وأن من الله علينا ببعض المطر‚ طافت المجاري وغرقت الطرقات بالمياه والاطيان. وأثناء هذا التقديم رمق رجال الامن المرافقين ذوي الشوارب الغليظة والقسمات المخيفة الباحث العراقي ذو الحظ السئ بنظرات شريرة يفهم منها أنه تعدى الحدود الامنية وقد يلاقي ما لايحمد عقباه . فأستدرك الرجل ليصلح الموقف وقال للحضور: طبعا هذا الكلام لشرح حالة الطقس في العراق ما قبل ثورة تموز المجيدة. وقد تحسن المناخ كثيرا بعد شموله بمكرمة الرئيس صدام حسين!
أستيقظ صدام ذات يوم صباحا وذهب للحمام ليقضي حاجته. لاحظ عندما يطلق الريح لا توجد لها رائحة نتنة وصوت ثوري جهوري كما عهدها طيلة حياته. فرح صدام بهذه النقلة النوعية وقال سوف أضرط بحرية وراحة من دون توقف أجتماعات مجلس قيادة الثورة ومع هذا يجب مراجعة الطبيب بعد الاجتماع للتأكد. طلب من الطباخ تحضير وجبة من تشريب الباجلاء يعترشها رأسين مقطعين من البصل اليابس ومفرقع عليها دهن حر مع الشطة. ثم يعقب هذه الوجبة صحن من شوربة العدس وطلب كذلك بعض الفجل لفتح الشهية. أكل صدام وذهب الاجتماع وظل يضرط ويضرط ويطلق العنان لكل أنواع الغازات لتخرج والابتسامات تعلو وجهه. ومما شجعه هو التصرف الطبيعي لاقزامه من الوزراء والكادر الحزبي المتقدم بالرغم من كل الأضراط. أنتهى الاجتماع فذهب صدام للطبيب وشرح القصة كاملة. فحص الطبيب كل عضو وشئ عضوي يتعلق بالمشكلة. قاس النبض ‚ ضغط الدم ‚ التنفس ‚ فحص الأذن وقطر بها محلول ‚ كذلك الاذن الاخرى ثم غسل الانف وبخ به عدة بخات ثم قال الطبيب: سيدي صحتك ممتازة وكل شئ على ما يرام ولكن كان عندك انسداد في الاذنين والأنف ‚ لهذا لم تسمع ضراطك الموقر في مجلس قيادة الثورة وهذا شئ طبيعي أيضا!